إجماع النسابة والمؤرخين على عدم صحة نسب الفاطميين
إخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
مما لاشك فيه ومما أجمع عليه النسابة والمؤرخون هو سقوط نسب الفاطميين إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإنما يرجع
إلى
مؤسسها وهو ( سعيدبن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الأهوازي ) والذي تسمى بعبيدالله ولقب نفسه بالمهدي وعليه :
فإن علماء الأنساب والتاريخ يجزمون بعدم صحة نسب عبيدالله المهدي إلى علي بن ابيطالب رضي الله عنه، ومنهم: علي بن حزم في جمهرة أنساب العرب (ص60)، والنسابة الشيعيجمال الدين أحمد في كتابه عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب (ص234)، والمؤرخ أبوالعباس القلقشندي في نهاية الأرب (ص137). كل هؤلاء ابطلوا أن يكون من نسل محمد بنإسماعيل رجل أسمه عبيد الله.
أيضا ممن كذب ذلك محمد بن علي بن رزام المعاصرللإمام الخامس من العبيدين نقلاً عن الفهرست لابن النديم (ص264)، والقاضي أبو بكرالباقلاني في كتاب كشف الأسرار (انظر النجوم الزاهرة ج4 ص75).
بل وأجمع العلماءعلى بطلان النسب العبيدي ففي سنة (402هـ) صدر محضر من بغداد بتوقيعات كثير منالفقهاء والعلماء والقضاة والمحدثين بما فيهم فقهاء الشيعة والعلويين يثبتون فيهبطلان النسب العبيدي، وهذه الحادثة أجمعت على صحتها كلمة المؤرخين.
وحين دخولالمعز لمصر ونقله للحكم العبيدي فيها أجتمع به جماعة من الأشراف فقالوا له إلى منينتسب مولانا؟! فقال لهم المعز: سنعقد مجلساً ونجمعكم ونسرد إليكم نسبنا، فلمااستقر المعز بالقصر جمع الناس في مجلس عام وجلس لهم وقال: هل بقي من رؤسائكم أحد؟فقالوا: لم يبق معتبر. فسل سيفه وقال: هذا نسبي، ونثر عليهم ذهباً كثيراً وقال: هذاحسبي (وفيات الأعيان ج2 ص269).
ورغم كذب الإسماعيلية إلا أنهم لم يعتقدوا أنسعيد الملقب بعبيد الله المهدي من نسل علي بن أبي طالب. فهذا خطاب بن الحسن (ت سنة533هـ) وهو من كبار الدعاة الإسماعيلية لم يعتقد أن سعيد (عبيد الله المهدي) منالأئمة من آل البيت حيث يقول: "ولما ظهر النور باليمن وبلاد المغرب سار ولي اللهعلي بن الحسين صلوات الله عليه وسلم يريد بلاد المغرب حتى كان في بعض الطريق اظهرالغيبة واستخلف حجته سعيد الملقب بالمهدي سلام الله عليه".
ولمزيد من التثبت نترككم الآن مع فتوى من اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية حول النسب الفاطمي
http://www.aawsat.com/details.asp?se...&issueno=10359
ومما سبق يا إخوان ياكرام :
ومع ثبوت بطلان النسب العبيدي يثبت تبع له بطلان إمامتهم، لأن من العقائد المتفق عليها عند الإسماعيلية، بل والشيعة قاطبة، أن الإمامة لا تكون إلا في نسل علي بن أبي طالب، ومن ثم أيضا بطلان المعتقد الإسماعيلي، لأن من عقيدتهم في الإمامة أنه لا يخلو عصر من إمام ولم يكن في عهد العبيدين أئمة إلا هم وقد ثبت بطلان دعواهم.
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=94023
مما لاشك فيه ومما أجمع عليه النسابة والمؤرخون هو سقوط نسب الفاطميين إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإنما يرجع
إلى
مؤسسها وهو ( سعيدبن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الأهوازي ) والذي تسمى بعبيدالله ولقب نفسه بالمهدي وعليه :
فإن علماء الأنساب والتاريخ يجزمون بعدم صحة نسب عبيدالله المهدي إلى علي بن ابيطالب رضي الله عنه، ومنهم: علي بن حزم في جمهرة أنساب العرب (ص60)، والنسابة الشيعيجمال الدين أحمد في كتابه عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب (ص234)، والمؤرخ أبوالعباس القلقشندي في نهاية الأرب (ص137). كل هؤلاء ابطلوا أن يكون من نسل محمد بنإسماعيل رجل أسمه عبيد الله.
أيضا ممن كذب ذلك محمد بن علي بن رزام المعاصرللإمام الخامس من العبيدين نقلاً عن الفهرست لابن النديم (ص264)، والقاضي أبو بكرالباقلاني في كتاب كشف الأسرار (انظر النجوم الزاهرة ج4 ص75).
بل وأجمع العلماءعلى بطلان النسب العبيدي ففي سنة (402هـ) صدر محضر من بغداد بتوقيعات كثير منالفقهاء والعلماء والقضاة والمحدثين بما فيهم فقهاء الشيعة والعلويين يثبتون فيهبطلان النسب العبيدي، وهذه الحادثة أجمعت على صحتها كلمة المؤرخين.
وحين دخولالمعز لمصر ونقله للحكم العبيدي فيها أجتمع به جماعة من الأشراف فقالوا له إلى منينتسب مولانا؟! فقال لهم المعز: سنعقد مجلساً ونجمعكم ونسرد إليكم نسبنا، فلمااستقر المعز بالقصر جمع الناس في مجلس عام وجلس لهم وقال: هل بقي من رؤسائكم أحد؟فقالوا: لم يبق معتبر. فسل سيفه وقال: هذا نسبي، ونثر عليهم ذهباً كثيراً وقال: هذاحسبي (وفيات الأعيان ج2 ص269).
ورغم كذب الإسماعيلية إلا أنهم لم يعتقدوا أنسعيد الملقب بعبيد الله المهدي من نسل علي بن أبي طالب. فهذا خطاب بن الحسن (ت سنة533هـ) وهو من كبار الدعاة الإسماعيلية لم يعتقد أن سعيد (عبيد الله المهدي) منالأئمة من آل البيت حيث يقول: "ولما ظهر النور باليمن وبلاد المغرب سار ولي اللهعلي بن الحسين صلوات الله عليه وسلم يريد بلاد المغرب حتى كان في بعض الطريق اظهرالغيبة واستخلف حجته سعيد الملقب بالمهدي سلام الله عليه".
ولمزيد من التثبت نترككم الآن مع فتوى من اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية حول النسب الفاطمي
اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية: القول بأن الدولة الفاطمية هي دولة الإسلام .. «دعوى باطلة»
قالت إن مؤسسها مجوسي ولا ينتسب لآل البيت
الرياض: «الشرق الأوسط»
فندت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية، الدعاوى القائلة بإقامة الدولة الفاطمية من جديد.
وشدد البيان الذي حمل توقيع الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، رئيس اللجنة، وأعضائها عبد الله الغديان، وصالح الفوزان، وأحمد المباركي، وعبد الله المطلق، وعبد الله الخنين، وسعد الشثري، ومحمد آل الشيخ، ويوسف الغفيص، على أن اجتماع الأمة لن يحصل إلا «بالتمسك بالكتاب والسنة»، مؤكدا أن تسمية الدولة بـ«الفاطمية» تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي ما يلي نص البيان:
«الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد، فإن الله عز وجل قد أمر باجتماع هذه الأمة ونهى عن التنازع، قال تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، ولن يحصل اجتماع الأمة إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ولذا أمر الله بالاعتصام بحبل الله المتين، قال تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وأمتنا الإسلامية وهي تواجه ما يحف بها من مخاطر متنوعة في أمس الحاجة إلى التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، متوخية في ذلك نهج صحبه الكرام رضي الله عنهم، ولقد وجهنا الله سبحانه وتعالى إلى هذا المنهج القويم في كتابه الكريم حيث قال سبحانه «وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله».
فاجتماع الأمة ووحدتها وعزها في التزام ذلك الصراط المستقيم الذي سلكه نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام، وعدم الحيد عنه، وبذلك يحصل رضى رب العالمين والفوز بجنته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداَ، كتاب الله وسنتي». وحيث أن النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم من الواجبات الشرعية، وكان من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كتابة بيان حول ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن بعض المحسوبين على الأمة، نوضح فيه حقيقة دعواه التي حاول فيها أن يلبس على عموم المسلمين، ويخدع بها من لا يبصر الأمور، فقد ادعى ذلك المتكلم أن الدولة المسماة بالدولة الفاطمية، هي دولة الإسلام التي يكمن فيها الحل المناسب في الحاضر كما كان حلا في الماضي، وهذا من التلبيس ومن الدعاوى الباطلة وذلك لعدة أمور، منها:
أولا ـ إن تسمية تلك الدولة بالفاطمية تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بين العلماء والمؤرخون في ذلك الزمان كذب تلك الدعوى، وأن مؤسسها أصله مجوسي، يدعى سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الأهوازي، وسعيد هذا تسمى بعبيد الله عندما أراد إظهار دعوته ونشرها ولقب نفسه بالمهدي. فالنسبة الصحيحة لدولته أن يقال «العبيدية» كما ذكر ذلك جملة من العلماء المحققين، ويظهر من نسب مؤسسها الذي ذكر آنفا أن انتسابهم إلى آل البيت كذب وزور، وإنما أظهروا ذلك الانتساب لاستمالة قلوب الناس إليهم. قال العلامة ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (3 ـ 118) «والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم في النسبة المحمدية أصلا».
وقال الذهبي في «العبر في خبر من غبر» (ج 2 ص 199) «المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه في ربيع الآخر من عام 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعاَ أن الحاكم بمصر وهو منصور الذي يرجع نسبه إلى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات علي بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول في انهم خوارج كذبة، وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون، للإسلام جاحدون، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون، قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية، وكتب سنة اثنتين وأربعمائة) قال ابن كثير في «البداية والنهاية» (11ـ 346) بعد أن نقل هذا «وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير».
ثانيا ـ إظهارهم التشيع لآل البيت: هذه الدعوى أظهروها حيلة نزعوا إليها استغلالا لعواطف المسلمين لعلمهم بمحبة أهل الإسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته، وقد ذكر الغزالي وغيره من العلماء أنهم في الحقيقة باطنيون (انظر مرآة الجنان 3 ـ 107)، وقال النويري «وحكى الشريف أبو الحسين محمد بن علي المعروف بأخي محسن في كتابه أن عبد الله بن ميمون كان قد سكن بساباط أبي نوح، وكان يتستر بالتشيع والعلم، فلما ظهر عنه ما كان يضمره ويستره من التعطيل والإباحة والمكر والخديعة ثار عليه الناس، وقد ذكر من الثائرين عليه الشيعة والمعتزلة وغيرهم فهرب إلى البصرة».. انتهى باختصار.
ثالثا ـ حال تلك الدولة وما كانوا عليه: أجمل العلماء حالهم في جملة مشهورة قالها أبو بكر الباقلاني والغزالي وابن تيمية، وهي أنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض، قال الباقلاني عن القداح جد عبيد الله «وكان باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الإسلام، أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق، وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأفسدوا عقائد خلق» (انظر تاريخ الإسلام 23 ـ 24). قال أبو الحسن القابسي صاحب «الملخص» الذي قتله عبيد الله وبنوه بعده «أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب ما بين عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت». قال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» (ج 1 ص 526) «ومن جملة ذلك ابتداء الدولة العبيدية، وناهيك بهم إفسادا وكفرا وقتلا للعلماء والصلحاء». قال الشاطبي المالكي في «الاعتصام» (ج 2 ص 44) «العبيدية الذين ملكوا مصر وإفريقية زعمت أن الأحكام الشرعية إنما هي خاصة بالعوام، وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة، فالنساء بإطلاق حلال لهم، كما أن جميع ما في الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا، مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل».
رابعا ـ موقف العلماء من تلك الحقبة: كان العلماء يظهرون الشناعة على العبيديين وعلى أفعالهم المشينة، ومما يبين لنا موقف العلماء ويجمله ما صنعه السيوطي في تاريخه «تاريخ الخلفاء» (ص 4) حيث قال «ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين، لأن خلافتهم غير صحيحة، وذكر أن جدهم مجوسي، وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام».
خامسا: إن مما يتبين لكل أحد بعد الاطلاع على أقوال العلماء والمؤرخين أن هذه الدولة الفاطمية كان لها من الضرر والإضرار بالمسلمين ما يكفي في دفع كل من يرفع لواءها ويدعو بدعوتها، لذا نجد أن المسلمين في الماضي فرحوا بزوالها على يد الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله تعالى ـ في عام 567 هـ، فلا يجوز بعد هذا كله أن ندعو الناس إلى الانتساب إلى تلك الدولة العبيدية الضالة، ومثل هذه الدعوة غش وخيانة للإسلام وأهله، ونصيحتنا لأئمة المسلمين وعامتهم بالاعتصام بالكتاب والسنة وجمع القلوب عليهما. يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم»، رواه مسلم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين».
قالت إن مؤسسها مجوسي ولا ينتسب لآل البيت
الرياض: «الشرق الأوسط»
فندت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية، الدعاوى القائلة بإقامة الدولة الفاطمية من جديد.
وشدد البيان الذي حمل توقيع الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، رئيس اللجنة، وأعضائها عبد الله الغديان، وصالح الفوزان، وأحمد المباركي، وعبد الله المطلق، وعبد الله الخنين، وسعد الشثري، ومحمد آل الشيخ، ويوسف الغفيص، على أن اجتماع الأمة لن يحصل إلا «بالتمسك بالكتاب والسنة»، مؤكدا أن تسمية الدولة بـ«الفاطمية» تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي ما يلي نص البيان:
«الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد، فإن الله عز وجل قد أمر باجتماع هذه الأمة ونهى عن التنازع، قال تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، ولن يحصل اجتماع الأمة إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ولذا أمر الله بالاعتصام بحبل الله المتين، قال تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وأمتنا الإسلامية وهي تواجه ما يحف بها من مخاطر متنوعة في أمس الحاجة إلى التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، متوخية في ذلك نهج صحبه الكرام رضي الله عنهم، ولقد وجهنا الله سبحانه وتعالى إلى هذا المنهج القويم في كتابه الكريم حيث قال سبحانه «وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله».
فاجتماع الأمة ووحدتها وعزها في التزام ذلك الصراط المستقيم الذي سلكه نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام، وعدم الحيد عنه، وبذلك يحصل رضى رب العالمين والفوز بجنته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداَ، كتاب الله وسنتي». وحيث أن النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم من الواجبات الشرعية، وكان من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كتابة بيان حول ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن بعض المحسوبين على الأمة، نوضح فيه حقيقة دعواه التي حاول فيها أن يلبس على عموم المسلمين، ويخدع بها من لا يبصر الأمور، فقد ادعى ذلك المتكلم أن الدولة المسماة بالدولة الفاطمية، هي دولة الإسلام التي يكمن فيها الحل المناسب في الحاضر كما كان حلا في الماضي، وهذا من التلبيس ومن الدعاوى الباطلة وذلك لعدة أمور، منها:
أولا ـ إن تسمية تلك الدولة بالفاطمية تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بين العلماء والمؤرخون في ذلك الزمان كذب تلك الدعوى، وأن مؤسسها أصله مجوسي، يدعى سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الأهوازي، وسعيد هذا تسمى بعبيد الله عندما أراد إظهار دعوته ونشرها ولقب نفسه بالمهدي. فالنسبة الصحيحة لدولته أن يقال «العبيدية» كما ذكر ذلك جملة من العلماء المحققين، ويظهر من نسب مؤسسها الذي ذكر آنفا أن انتسابهم إلى آل البيت كذب وزور، وإنما أظهروا ذلك الانتساب لاستمالة قلوب الناس إليهم. قال العلامة ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (3 ـ 118) «والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم في النسبة المحمدية أصلا».
وقال الذهبي في «العبر في خبر من غبر» (ج 2 ص 199) «المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه في ربيع الآخر من عام 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعاَ أن الحاكم بمصر وهو منصور الذي يرجع نسبه إلى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات علي بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول في انهم خوارج كذبة، وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون، للإسلام جاحدون، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون، قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية، وكتب سنة اثنتين وأربعمائة) قال ابن كثير في «البداية والنهاية» (11ـ 346) بعد أن نقل هذا «وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير».
ثانيا ـ إظهارهم التشيع لآل البيت: هذه الدعوى أظهروها حيلة نزعوا إليها استغلالا لعواطف المسلمين لعلمهم بمحبة أهل الإسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته، وقد ذكر الغزالي وغيره من العلماء أنهم في الحقيقة باطنيون (انظر مرآة الجنان 3 ـ 107)، وقال النويري «وحكى الشريف أبو الحسين محمد بن علي المعروف بأخي محسن في كتابه أن عبد الله بن ميمون كان قد سكن بساباط أبي نوح، وكان يتستر بالتشيع والعلم، فلما ظهر عنه ما كان يضمره ويستره من التعطيل والإباحة والمكر والخديعة ثار عليه الناس، وقد ذكر من الثائرين عليه الشيعة والمعتزلة وغيرهم فهرب إلى البصرة».. انتهى باختصار.
ثالثا ـ حال تلك الدولة وما كانوا عليه: أجمل العلماء حالهم في جملة مشهورة قالها أبو بكر الباقلاني والغزالي وابن تيمية، وهي أنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض، قال الباقلاني عن القداح جد عبيد الله «وكان باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الإسلام، أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق، وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأفسدوا عقائد خلق» (انظر تاريخ الإسلام 23 ـ 24). قال أبو الحسن القابسي صاحب «الملخص» الذي قتله عبيد الله وبنوه بعده «أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب ما بين عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت». قال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» (ج 1 ص 526) «ومن جملة ذلك ابتداء الدولة العبيدية، وناهيك بهم إفسادا وكفرا وقتلا للعلماء والصلحاء». قال الشاطبي المالكي في «الاعتصام» (ج 2 ص 44) «العبيدية الذين ملكوا مصر وإفريقية زعمت أن الأحكام الشرعية إنما هي خاصة بالعوام، وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة، فالنساء بإطلاق حلال لهم، كما أن جميع ما في الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا، مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل».
رابعا ـ موقف العلماء من تلك الحقبة: كان العلماء يظهرون الشناعة على العبيديين وعلى أفعالهم المشينة، ومما يبين لنا موقف العلماء ويجمله ما صنعه السيوطي في تاريخه «تاريخ الخلفاء» (ص 4) حيث قال «ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين، لأن خلافتهم غير صحيحة، وذكر أن جدهم مجوسي، وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام».
خامسا: إن مما يتبين لكل أحد بعد الاطلاع على أقوال العلماء والمؤرخين أن هذه الدولة الفاطمية كان لها من الضرر والإضرار بالمسلمين ما يكفي في دفع كل من يرفع لواءها ويدعو بدعوتها، لذا نجد أن المسلمين في الماضي فرحوا بزوالها على يد الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله تعالى ـ في عام 567 هـ، فلا يجوز بعد هذا كله أن ندعو الناس إلى الانتساب إلى تلك الدولة العبيدية الضالة، ومثل هذه الدعوة غش وخيانة للإسلام وأهله، ونصيحتنا لأئمة المسلمين وعامتهم بالاعتصام بالكتاب والسنة وجمع القلوب عليهما. يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم»، رواه مسلم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين».
http://www.aawsat.com/details.asp?se...&issueno=10359
ومما سبق يا إخوان ياكرام :
ومع ثبوت بطلان النسب العبيدي يثبت تبع له بطلان إمامتهم، لأن من العقائد المتفق عليها عند الإسماعيلية، بل والشيعة قاطبة، أن الإمامة لا تكون إلا في نسل علي بن أبي طالب، ومن ثم أيضا بطلان المعتقد الإسماعيلي، لأن من عقيدتهم في الإمامة أنه لا يخلو عصر من إمام ولم يكن في عهد العبيدين أئمة إلا هم وقد ثبت بطلان دعواهم.
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=94023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق