حقيقه المعز لدين الله الفاطمى مؤسس الازهر الشريف
الذي بنا الازهر الشريف شخص يسمى (المعز لدين الله الفاطمي) و هو شيعي خبيث
لا تظن ان شهرة الأزهر في مصر كان بفضل جنود المعز الفاطمي
لا
بل إن من صنع مجد الازهر الحقيقي هو إيمان المصريين العالي الذين حولوه من مبنى شيعي ... إلى مبنى سني مصري .... تخرج منه كبار العلماء و الحكماء
و الذين عملوا فيه على مدار الف سنة هم مصريون ...
و تحول لسني بعدما فتح مصر القائد العظيم (صلاح الدين الأيوبي) من غزو الشيعة و حول أزهرها لسني فيما بعد ...
أضافه ....
أثر جهود صلاح الدين التربوية في تغير واقع المجتمع المصري
الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية في مصر أثناء حكم الفاطميين
حكم العبيديين الفاطميين مصر أكثر من قرنين من الزمان, وعملوا بجد لنشر مذهبهم الشيعي الإسماعيلي, وحاولوا صبغ الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية به, وفيما يلي بيان لأهم ملامحها:
أولاً: الحياة السياسية:
تذبذبت الأوضاع السياسية في مصر في عهد الفاطميين بين قوة وضعف حسب طبيعة الحاكم الفاطمي ووزيره.1- كان للوزير اليهودي ابن كلس([3]) دور بارز في المسيرة السياسية للدولة الفاطمية, وهو الذي وضع لها كثيراً من الأسس التي سارت عليها الدولة في سياستها الداخلية خصوصاً في النواحي الاقتصادية والسياسية والتي كان خبيراً بها منذ أن دخل في خدمة كافور الإخشيدي.وعهد الخيلفة المعز لدين الله الفاطمي إلى ابن كلس بالخراج وجميع وجوه الأموال والحسبة والسواحل, وما يطرأ في مصر من أعمال... وفي عهد العزيز بالله زاد نفوذ ابن كلس – رغم تعرضه لفترة من المصاعب والإهانة – حتى استولى على حكومة وشؤون العزيز, وبذلك أرسى ابن كلس قواعد الدولة وأساس أمرها([4]) .2- وبعد وفاة ابن كلس, عيّن العزيز محله النصراني عيسى بن نسطورس الذي ضبط الأمور وجمع الأموال وأثقل الأمة بالضرائب, وفي عهده تفشى الغلاء واضطرب الأمن حتى أنه لم يحج أحد في هذه الحقبة من مصر, وفي عهد الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله, ووزيره اليازوري دخلت البلاد في مرحلة خطيرة من الفوضى والمجاعات.3- وكانت الأمور في الغالب تخرج من يد الخليفة إلى يد الوزراء الذين كانوا يتصرفون كيفما يشاءون, ويستغلون ذلك للصراعات الداخلية, حيث قام الوزير البابلي –الذي جاء بعد اليازوري- بالإيقاع بين الأتراك والعبيد بناءً على طلب أم المستنصر, ثم حدث النزاع بين الأتراك والمغاربة, وسبّب ذلك كله اضطراب البلاد وكثرة القتل والسرقات والفواحش وخاصة في عصورها المتأخرة, وتحديداً في زمن العاضد, آخر الحكام الفاطميين في مصر, حيث ثار وزير العاضد شاور على الوزير العادل, واستولى شاور على الوزارة, وسار فيها سيرة سيئة, ثم استطاع ضرغام, وهو أحد وزراء العاضد, من طرد شاور, لكن شاور تمكن من الرجوع بمساعدة جيوش نور الدين زنكي, ثم انتزع أسد الدين شيركوه –عم صلاح الدين- الحكم من شاور, وتولى الحكم من بعده ابن أخيه صلاح الدين ثم كانت نهاية الدولة الفاطمية, وتعتبر الفترة التي ولي فيها شاور وضرغام أسوأ ما مرّ بمصر من أحداث كانت نتيجتها نهاية الدولة الفاطمية.
ثانياً: الحياة الاجتماعية:
بلغت الحضارة في هذا العصر شأناً عظيماً وخاصة في مجال البناء, وبرزت ظاهرة البذخ بشكل فاق كل تصور, حيث كان في قصر الخلافة ثلاثون ألف نفس منهم اثنا عشر ألف خادم, وألف فارس وحارس...وكانت كثرة الأعياد السمة البارزة لهذه الدولة, وكان العبيديون الفاطميون يحاولون من خلال ذلك كسب ود المصريين وتمرير مخططاتهم, ومن هذه الأعياد: عيد رأس السنة, أول العام, عاشوراء, مولد النبي صلى الله عليه وسلم, مولد علي رضي الله عنه, مولد الحسن رضي اللهعنه, مولد الحسين رضي الله عنه, مولد فاطمة رضي الله عنها, مولد الخليفة القائم بالأمر, عيد أول رجب ومنتصفه, عيد أول شعبان والنصف منه, عيد موسم شهر رمضان وغرة رمضان, وعيد جبر الخليج والنيروز والغطاس والميلاد والنصر والشهيد وخميس العهد ووفاء النيل والغدير وسجن يوسف وعيد الأحد والفطر والأضحى.وكانت الأموال الباهظة تنفق في هذه الأعياد, ومن جهة أخرى كان الحكام الفاطميون يعيشون في ترف وبذخ, وكان لهم قاعة من الذهب الخالص, فضلاً عن مجالس الغناء واللهو وشرب الخمور, ومجالس الطعام والشراب.إن حياة البذخ التي كان الفاطميون يعيشون فيها وامتلاء قصورهم بالأموال والذهب أدّت إلى زيادة الضرائب والتضييق على الناس وكثرة الأنظمة والقوانين لتسوء بذلك حياة المصريين.
ثالثاً: الحياة الفكرية:
قامت الدولة الفاطمية ومن أهدافها القضاء على الخلافة السنيّة, ونشر المذهب الشيعي, وكان الصراع بين الخلافتين عنيفاً استعمل فيه كل سلاح ممكن.ومن الأساليب التي استعان بها العبيديون الفاطميون وبرعوا فيها سلاح العلم والثقافة والأدب, إذ أن مذهبهم الشيعي الذي يخالف المذهب السني الذي يتبعه أهل مصر كان في حاجة إلى الدعوة وكسب المؤيدين في العالم الإسلامي ومصر خاصة, والوقوف في وجه علماء السنة الذين كانوا يبينون عقائد الفاطميين ومخططاتهم.وكانت المعركة الفكرية هي الأساس, واستعملت فيها الأموال الكثيرة لتنفيذ هذه المآرب, فأصبحت القاهرة في عصرهم مركز إشعاع للعلوم والفنون المختلفة.وكان الاهتمام بالعلوم على مستوى الدولة, فقد كان للوزير ابن كلس الكثير من المؤلفات في القراءات وعلم الأبدان والفقه الإسماعيلي وآداب الرسول صلى الله عليه وسلم, وأشهر كتبه مختصر الفقه المعروف بالرسالة الوزارية ضمّنه ما سمعه من الخليفة المعز وولده العزيز.وألّف أبو شجاع الذي تولى الوزارة سنة 457هـ في خلافة المستنصر كتاب موارد البيان في ترتيب الكتاب.وكان الحكام الفاطميون والوزراء والقضاة يهتمون بشكل كبير بنشر مذهبهم بين مختلف طبقات الشعب, وذلك بتشجيع نسخ الكتب وجمع النادر منها وإنشاء المكتبات وإلقاء الدروس في المساجد وإنشاء المدارس, وتقديم مكافأة للذين يحفظون بعض الكتب, وكان القضاة يفتون ويعملون بما في هذه الكتب.
مؤسسات:
1- ومن المؤسسات الكبيرة التي سخرها الفاطميون لنشر مذهبهم الأزهر, إذ كان يعتبر جامعة, الدراسة فيه منتظمة, وتمّ تخصيص بعض الأوقاف له.2- ومسجد عمرو بن العاص, الذي صليت فيه الجمعة, وخطب فيه للمعز سنة 358هـ, وتم نقل الخطبة التي دعت للمعز بعد ذلك إلى باقي المساجد في مصر.3- ولم يكن اهتمامهم مقصوراً على المساجد, إذ أنشأ الحاكم بأمر الله سنة 395هـ دار الحكمة لتكون جامعة تضم عدة كليات وحلقات, وعيّن فيها كبار المعلمين, وجمع لها من خزائن القصر مجموعات عظيمة من الكتب في سائر العلوم والفنون, ورصدت لها الأموال الكثيرة للإنفاق عليها وعلى الأساتذة الموظفين والخدم, وأفردت للنساء مجالس خاصة للتعليم.وألحق الحاكم بدار الحكمة المحفل الأكبر الذي كان يلتقي فيه المدعوون سر المذهب الإسماعيلي, وكان المحفل يعقد يومي الإثنين والأربعاء برئاسة داعي الدعاة, وظهر أن الدعوة الإسماعيلية تدار على نسق الجمعيات السريّة في مراتب متدرجة وبلقاءات سرية.4- وأنشأ الفاطميون مكتبة القصر, التي احتوت على مائتي ألف مجلد.5- وأنشأ العزيز والحاكم دور الكتب والمطالعة. 6- وفي عصر الظاهر سنة 411هـ أخرج من كان بمصر من الفقهاء المالكية, وتم تشديد الأمر على الناس أن يحفظوا الكتب الإسماعيلية مثل دعائم الإسلام ومختصر الوزير, وجعلوا لمن يحفظها مالاً.وهكذا كانت الحياة الفكرية زمن الفاطميين نشطة لنشر المذهب الشيعي الإسماعيلي من خلال المساجد والمدارس والمكتبات والجامعات والحلقات المنظمة.
أولاً: الحياة السياسية:
تذبذبت الأوضاع السياسية في مصر في عهد الفاطميين بين قوة وضعف حسب طبيعة الحاكم الفاطمي ووزيره.1- كان للوزير اليهودي ابن كلس([3]) دور بارز في المسيرة السياسية للدولة الفاطمية, وهو الذي وضع لها كثيراً من الأسس التي سارت عليها الدولة في سياستها الداخلية خصوصاً في النواحي الاقتصادية والسياسية والتي كان خبيراً بها منذ أن دخل في خدمة كافور الإخشيدي.وعهد الخيلفة المعز لدين الله الفاطمي إلى ابن كلس بالخراج وجميع وجوه الأموال والحسبة والسواحل, وما يطرأ في مصر من أعمال... وفي عهد العزيز بالله زاد نفوذ ابن كلس – رغم تعرضه لفترة من المصاعب والإهانة – حتى استولى على حكومة وشؤون العزيز, وبذلك أرسى ابن كلس قواعد الدولة وأساس أمرها([4]) .2- وبعد وفاة ابن كلس, عيّن العزيز محله النصراني عيسى بن نسطورس الذي ضبط الأمور وجمع الأموال وأثقل الأمة بالضرائب, وفي عهده تفشى الغلاء واضطرب الأمن حتى أنه لم يحج أحد في هذه الحقبة من مصر, وفي عهد الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله, ووزيره اليازوري دخلت البلاد في مرحلة خطيرة من الفوضى والمجاعات.3- وكانت الأمور في الغالب تخرج من يد الخليفة إلى يد الوزراء الذين كانوا يتصرفون كيفما يشاءون, ويستغلون ذلك للصراعات الداخلية, حيث قام الوزير البابلي –الذي جاء بعد اليازوري- بالإيقاع بين الأتراك والعبيد بناءً على طلب أم المستنصر, ثم حدث النزاع بين الأتراك والمغاربة, وسبّب ذلك كله اضطراب البلاد وكثرة القتل والسرقات والفواحش وخاصة في عصورها المتأخرة, وتحديداً في زمن العاضد, آخر الحكام الفاطميين في مصر, حيث ثار وزير العاضد شاور على الوزير العادل, واستولى شاور على الوزارة, وسار فيها سيرة سيئة, ثم استطاع ضرغام, وهو أحد وزراء العاضد, من طرد شاور, لكن شاور تمكن من الرجوع بمساعدة جيوش نور الدين زنكي, ثم انتزع أسد الدين شيركوه –عم صلاح الدين- الحكم من شاور, وتولى الحكم من بعده ابن أخيه صلاح الدين ثم كانت نهاية الدولة الفاطمية, وتعتبر الفترة التي ولي فيها شاور وضرغام أسوأ ما مرّ بمصر من أحداث كانت نتيجتها نهاية الدولة الفاطمية.
ثانياً: الحياة الاجتماعية:
بلغت الحضارة في هذا العصر شأناً عظيماً وخاصة في مجال البناء, وبرزت ظاهرة البذخ بشكل فاق كل تصور, حيث كان في قصر الخلافة ثلاثون ألف نفس منهم اثنا عشر ألف خادم, وألف فارس وحارس...وكانت كثرة الأعياد السمة البارزة لهذه الدولة, وكان العبيديون الفاطميون يحاولون من خلال ذلك كسب ود المصريين وتمرير مخططاتهم, ومن هذه الأعياد: عيد رأس السنة, أول العام, عاشوراء, مولد النبي صلى الله عليه وسلم, مولد علي رضي الله عنه, مولد الحسن رضي اللهعنه, مولد الحسين رضي الله عنه, مولد فاطمة رضي الله عنها, مولد الخليفة القائم بالأمر, عيد أول رجب ومنتصفه, عيد أول شعبان والنصف منه, عيد موسم شهر رمضان وغرة رمضان, وعيد جبر الخليج والنيروز والغطاس والميلاد والنصر والشهيد وخميس العهد ووفاء النيل والغدير وسجن يوسف وعيد الأحد والفطر والأضحى.وكانت الأموال الباهظة تنفق في هذه الأعياد, ومن جهة أخرى كان الحكام الفاطميون يعيشون في ترف وبذخ, وكان لهم قاعة من الذهب الخالص, فضلاً عن مجالس الغناء واللهو وشرب الخمور, ومجالس الطعام والشراب.إن حياة البذخ التي كان الفاطميون يعيشون فيها وامتلاء قصورهم بالأموال والذهب أدّت إلى زيادة الضرائب والتضييق على الناس وكثرة الأنظمة والقوانين لتسوء بذلك حياة المصريين.
ثالثاً: الحياة الفكرية:
قامت الدولة الفاطمية ومن أهدافها القضاء على الخلافة السنيّة, ونشر المذهب الشيعي, وكان الصراع بين الخلافتين عنيفاً استعمل فيه كل سلاح ممكن.ومن الأساليب التي استعان بها العبيديون الفاطميون وبرعوا فيها سلاح العلم والثقافة والأدب, إذ أن مذهبهم الشيعي الذي يخالف المذهب السني الذي يتبعه أهل مصر كان في حاجة إلى الدعوة وكسب المؤيدين في العالم الإسلامي ومصر خاصة, والوقوف في وجه علماء السنة الذين كانوا يبينون عقائد الفاطميين ومخططاتهم.وكانت المعركة الفكرية هي الأساس, واستعملت فيها الأموال الكثيرة لتنفيذ هذه المآرب, فأصبحت القاهرة في عصرهم مركز إشعاع للعلوم والفنون المختلفة.وكان الاهتمام بالعلوم على مستوى الدولة, فقد كان للوزير ابن كلس الكثير من المؤلفات في القراءات وعلم الأبدان والفقه الإسماعيلي وآداب الرسول صلى الله عليه وسلم, وأشهر كتبه مختصر الفقه المعروف بالرسالة الوزارية ضمّنه ما سمعه من الخليفة المعز وولده العزيز.وألّف أبو شجاع الذي تولى الوزارة سنة 457هـ في خلافة المستنصر كتاب موارد البيان في ترتيب الكتاب.وكان الحكام الفاطميون والوزراء والقضاة يهتمون بشكل كبير بنشر مذهبهم بين مختلف طبقات الشعب, وذلك بتشجيع نسخ الكتب وجمع النادر منها وإنشاء المكتبات وإلقاء الدروس في المساجد وإنشاء المدارس, وتقديم مكافأة للذين يحفظون بعض الكتب, وكان القضاة يفتون ويعملون بما في هذه الكتب.
مؤسسات:
1- ومن المؤسسات الكبيرة التي سخرها الفاطميون لنشر مذهبهم الأزهر, إذ كان يعتبر جامعة, الدراسة فيه منتظمة, وتمّ تخصيص بعض الأوقاف له.2- ومسجد عمرو بن العاص, الذي صليت فيه الجمعة, وخطب فيه للمعز سنة 358هـ, وتم نقل الخطبة التي دعت للمعز بعد ذلك إلى باقي المساجد في مصر.3- ولم يكن اهتمامهم مقصوراً على المساجد, إذ أنشأ الحاكم بأمر الله سنة 395هـ دار الحكمة لتكون جامعة تضم عدة كليات وحلقات, وعيّن فيها كبار المعلمين, وجمع لها من خزائن القصر مجموعات عظيمة من الكتب في سائر العلوم والفنون, ورصدت لها الأموال الكثيرة للإنفاق عليها وعلى الأساتذة الموظفين والخدم, وأفردت للنساء مجالس خاصة للتعليم.وألحق الحاكم بدار الحكمة المحفل الأكبر الذي كان يلتقي فيه المدعوون سر المذهب الإسماعيلي, وكان المحفل يعقد يومي الإثنين والأربعاء برئاسة داعي الدعاة, وظهر أن الدعوة الإسماعيلية تدار على نسق الجمعيات السريّة في مراتب متدرجة وبلقاءات سرية.4- وأنشأ الفاطميون مكتبة القصر, التي احتوت على مائتي ألف مجلد.5- وأنشأ العزيز والحاكم دور الكتب والمطالعة. 6- وفي عصر الظاهر سنة 411هـ أخرج من كان بمصر من الفقهاء المالكية, وتم تشديد الأمر على الناس أن يحفظوا الكتب الإسماعيلية مثل دعائم الإسلام ومختصر الوزير, وجعلوا لمن يحفظها مالاً.وهكذا كانت الحياة الفكرية زمن الفاطميين نشطة لنشر المذهب الشيعي الإسماعيلي من خلال المساجد والمدارس والمكتبات والجامعات والحلقات المنظمة.
المؤسسات التربوية بمصر في عصر صلاح الدين
سبق القول أن الفاطميين اهتموا خلال حكمهم لمصر اهتماماً كبيراً بالعلم والثقافة وإقامة المؤسسات التعليمية من أجل نشر المذهب الشيعي الإسماعيلي, الأمر الذي جعل صلاح الدين عند استلامه لحكم مصر يواجه العلم بالعلم والفكر بالفكر والمؤسسات بالمؤسسات.وكان صلاح الدين يهدف من إقامة المؤسسات إلى ما يلي:
1- القضاء على المذهب الشيعي الذي أدخله الفاطميون على مصر.
2- نشر المذهب السني بمذاهبه المختلفة, وخاصة الشافعي.
3- حب صلاح الدين وتقديره للعلم وأهله.ويحتوي هذا الفصل على مبحثين: الأول خصصه المؤلف للمؤسسات التربوية التي أقامها صلاح الدين أو استفاد منها أو طوّرها, والمبحث الآخر تحدث فيه حول تمويلها.
أنواع المؤسسات التربوية:
1-المساجد, حيث كان يشكل المحور الهام في حياة المسلم, وقد اتخذ صلاح الدين المساجد مراكز للعلم بعد إغلاق الأزهر مباشرة لأنه كان يشكل رمزاً للدعوة الفاطمية, واهتم صلاح الدين بدور المسجد التربوي اهتماماً كبيراً.وقد قال ابن جبير في الرحلة ص27: ((وما من جامع من الجوامع ولا مسجد من المساجد ولا مدرسة من المدارس إلا وفضل السلطان يعم جميع من يأوي إليها ويلزم السكن فيها)).
2-الكتاتيب, وذلك يعكس اهتمامه بالصغار, وقال ابن جبير أيضاً: ((كان كل تلميذ بمصر يلقى سكناً يأوي إليه ومدرساً يعلمه الفن الذي يريد تعلمه وأجراً يقوم به في جميع أحواله)).
3-المدارس, وكانت تتميز عن غيرها من المؤسسات باستقلال البناء وتخصيص الوقف اللازم لها والنظام الداخلي من حيث الأقسام الملحقة بها وإدارتها, ورواتب المدرسين والطلبة ومعايير القبول.وقد اهتم صلاح الدين ووزراؤه والأمراء والتجار والقضاة والعلماء بالمدارس وقدموا لها المال اللازم للبناء والتأثيث وتخصيص الوقت اللازم لها.
ومن أبرز المدارس التي تم إنشاؤها:
-المدرسة الناصرية: أنشأها صلاح الدين على المذهب الشافعي بالقرافة سنة 572هـ.-المدرسة القمحية: أنشأها قرب مسجد عمرو بن العاص, وقد أوقفها لفقهاء المالكية.-مدرسة يازكوج: أنشأها سيف الدين يازكوج أحد أمراء صلاح الدين بسوق الغزل.-مدرسة العادل: أنشأها العادل شقيق صلاح الدين, وأوقفها على فقهاء المالكية.-ومن المدارس الأخرى: الفائزية وابن رشيق والقطبية والسيوفية والفاضلية والأزكشية والفخرية والسيفية والعاشورية والصيرمية والصالحية ومنازل العز والشريفية والصاحبية وابن الأرسوفي, وعادة ما كانت تسمى المدرسة على اسم بانيها.
4-الزوايا, وكانت تقوم على إيواء الفقراء, وجاء اعتبارها مؤسسة تربوية لأن صلاح الدين أراد استقطاب جميع شرائح المجتمع نحوعملية الإصلاح والتغيير.
5-الخوانك, أو الخوانق جمع خانكاه وهي كلمة فارسية معناها البيت أو الموضع الذي يأكل فيه الملك, وهي دور جعلت لفقراء الصوفية القادمين من البلاد الشاسعة, وكان صلاح الدين يحرص على السيطرة على جميع الأماكن التي تجمع عدداً كبيراً من الناس.
6-المشاهد, وهي الأماكن التي دفن بها بعض الأنبياء والصالحين, حيث عقد بها صلاح الدين حلقات تعليمية مستغلاً تعلق العوام بهذه المشاهد.
7-المراكز التعليمية الخاصة (البيمارستانات), حيث خصص السلطان صلاح الدين جزءاً من القصر الفاطمي لإنشاء بيمارستان (مستشفى) وعين فيه أهل المعرفة ووضع لديهم خزائن العقاقير ومكنهم من استعمالها, كما عيّن أطباء مشرفين ومدرسين يقومون بتعليم الأطباء فيه.
تمويل المؤسسات التربوية:اهتم صلاح الدين خير اهتمام بتمويل المؤسسات التربوية وضمان بقائها واستمرارها في أداء دورها, خاصة وأن الشعب المصري أرهق من كثرة الضرائب إضافة إلى أن جزءاً من الشعب كان من المغاربة والسودانيين الغرباء والفقراء, الأمر الذي يوجب توفير قدر من الاستقرار المادي من أجل تفرغ المعلم والطالب للعلم والتعلم.وقد جاء تمويل هذه المؤسسات من المصادر التالية:
1-التمويل من قبل الدولة (بيت مال المسلمين), حيث يقول ابن جبير عمّا انفقه السلطان صلاح الدين: "وألحق بالمسجد النظام الداخلي حيث كان مأوى للغرباء وأجرى عليهم الأرزاق في كل شيء".2-التمويل من قبل الأمراء والوزراء والقضاة, الذين اقتدوا بصلاح الدين ومن هؤلاء القاضي الفاضل الذي أنفق علىالمدرسة الفاضلية, والأمير يازكوج والأمير العادل شقيق صلاح الدين, وكانت المدرسة في العادة تسمى على اسم من أنشأها أو أوقف عليها الأوقاف.3-التمويل من قبل التجار وعامة الناس مثل مدرسة ابن الأرسوفي وهو من التجار, ومثل مسرور الصفدي الذي بنى المدرسة المسرورية, وهو من عامة الشعب.
1- القضاء على المذهب الشيعي الذي أدخله الفاطميون على مصر.
2- نشر المذهب السني بمذاهبه المختلفة, وخاصة الشافعي.
3- حب صلاح الدين وتقديره للعلم وأهله.ويحتوي هذا الفصل على مبحثين: الأول خصصه المؤلف للمؤسسات التربوية التي أقامها صلاح الدين أو استفاد منها أو طوّرها, والمبحث الآخر تحدث فيه حول تمويلها.
أنواع المؤسسات التربوية:
1-المساجد, حيث كان يشكل المحور الهام في حياة المسلم, وقد اتخذ صلاح الدين المساجد مراكز للعلم بعد إغلاق الأزهر مباشرة لأنه كان يشكل رمزاً للدعوة الفاطمية, واهتم صلاح الدين بدور المسجد التربوي اهتماماً كبيراً.وقد قال ابن جبير في الرحلة ص27: ((وما من جامع من الجوامع ولا مسجد من المساجد ولا مدرسة من المدارس إلا وفضل السلطان يعم جميع من يأوي إليها ويلزم السكن فيها)).
2-الكتاتيب, وذلك يعكس اهتمامه بالصغار, وقال ابن جبير أيضاً: ((كان كل تلميذ بمصر يلقى سكناً يأوي إليه ومدرساً يعلمه الفن الذي يريد تعلمه وأجراً يقوم به في جميع أحواله)).
3-المدارس, وكانت تتميز عن غيرها من المؤسسات باستقلال البناء وتخصيص الوقف اللازم لها والنظام الداخلي من حيث الأقسام الملحقة بها وإدارتها, ورواتب المدرسين والطلبة ومعايير القبول.وقد اهتم صلاح الدين ووزراؤه والأمراء والتجار والقضاة والعلماء بالمدارس وقدموا لها المال اللازم للبناء والتأثيث وتخصيص الوقت اللازم لها.
ومن أبرز المدارس التي تم إنشاؤها:
-المدرسة الناصرية: أنشأها صلاح الدين على المذهب الشافعي بالقرافة سنة 572هـ.-المدرسة القمحية: أنشأها قرب مسجد عمرو بن العاص, وقد أوقفها لفقهاء المالكية.-مدرسة يازكوج: أنشأها سيف الدين يازكوج أحد أمراء صلاح الدين بسوق الغزل.-مدرسة العادل: أنشأها العادل شقيق صلاح الدين, وأوقفها على فقهاء المالكية.-ومن المدارس الأخرى: الفائزية وابن رشيق والقطبية والسيوفية والفاضلية والأزكشية والفخرية والسيفية والعاشورية والصيرمية والصالحية ومنازل العز والشريفية والصاحبية وابن الأرسوفي, وعادة ما كانت تسمى المدرسة على اسم بانيها.
4-الزوايا, وكانت تقوم على إيواء الفقراء, وجاء اعتبارها مؤسسة تربوية لأن صلاح الدين أراد استقطاب جميع شرائح المجتمع نحوعملية الإصلاح والتغيير.
5-الخوانك, أو الخوانق جمع خانكاه وهي كلمة فارسية معناها البيت أو الموضع الذي يأكل فيه الملك, وهي دور جعلت لفقراء الصوفية القادمين من البلاد الشاسعة, وكان صلاح الدين يحرص على السيطرة على جميع الأماكن التي تجمع عدداً كبيراً من الناس.
6-المشاهد, وهي الأماكن التي دفن بها بعض الأنبياء والصالحين, حيث عقد بها صلاح الدين حلقات تعليمية مستغلاً تعلق العوام بهذه المشاهد.
7-المراكز التعليمية الخاصة (البيمارستانات), حيث خصص السلطان صلاح الدين جزءاً من القصر الفاطمي لإنشاء بيمارستان (مستشفى) وعين فيه أهل المعرفة ووضع لديهم خزائن العقاقير ومكنهم من استعمالها, كما عيّن أطباء مشرفين ومدرسين يقومون بتعليم الأطباء فيه.
تمويل المؤسسات التربوية:اهتم صلاح الدين خير اهتمام بتمويل المؤسسات التربوية وضمان بقائها واستمرارها في أداء دورها, خاصة وأن الشعب المصري أرهق من كثرة الضرائب إضافة إلى أن جزءاً من الشعب كان من المغاربة والسودانيين الغرباء والفقراء, الأمر الذي يوجب توفير قدر من الاستقرار المادي من أجل تفرغ المعلم والطالب للعلم والتعلم.وقد جاء تمويل هذه المؤسسات من المصادر التالية:
1-التمويل من قبل الدولة (بيت مال المسلمين), حيث يقول ابن جبير عمّا انفقه السلطان صلاح الدين: "وألحق بالمسجد النظام الداخلي حيث كان مأوى للغرباء وأجرى عليهم الأرزاق في كل شيء".2-التمويل من قبل الأمراء والوزراء والقضاة, الذين اقتدوا بصلاح الدين ومن هؤلاء القاضي الفاضل الذي أنفق علىالمدرسة الفاضلية, والأمير يازكوج والأمير العادل شقيق صلاح الدين, وكانت المدرسة في العادة تسمى على اسم من أنشأها أو أوقف عليها الأوقاف.3-التمويل من قبل التجار وعامة الناس مثل مدرسة ابن الأرسوفي وهو من التجار, ومثل مسرور الصفدي الذي بنى المدرسة المسرورية, وهو من عامة الشعب.
المناهج التربوية
يتضمن هذا الفصل وهو الأخير من الكتاب قضية المناهج التربوية, تلك التي كانت في عصر الفاطميين, وفي عصر صلاح الدين, والأساليب التي اتبعها لتغيير مناهج الفاطميين, والمضامين التربوية والأخلاقية التي كانت تحتويها توجهات صلاح الدين رحمه الله.
طبيعة المناهج في عصر الفاطميين:
سبق القول أن العبيديين الفاطميين اهتموا بنشر مذهبهم الإسماعيلي اهتماماً بالغاً, وكانت تعتمد في ذلك على منهجين: الأول علني والآخر سري.فالمنهج العلني كان يقوم به الوزراء والولاة بحيث يرضي العامة جميعها, وأما المنهج السري فكان يشرف عليه الخليفة الفاطمي بنفسه.وكان قادة الدولة يتميزون بغزارة نشاطهم الفكري وكثرة تآليفهم كابن حوشب وابن كلس والنعمان بن حيون التميمي, وأصبحت مؤلفاتهم من المناهج المعتمدة للدولة الفاطمية.
نماذج من المناهج التي اعتمدها الفاطميون:
1-المجالس المؤيدية, لداعي الدعاة هبة الله الشيرازي.2-ديوان ابن هانيء الأندلسي شاعر الدولة الفاطمية, وفي بعض الأبيات يخاطب الشاعر الخليفة الفاطمي قائلاً:
طبيعة المناهج في عصر الفاطميين:
سبق القول أن العبيديين الفاطميين اهتموا بنشر مذهبهم الإسماعيلي اهتماماً بالغاً, وكانت تعتمد في ذلك على منهجين: الأول علني والآخر سري.فالمنهج العلني كان يقوم به الوزراء والولاة بحيث يرضي العامة جميعها, وأما المنهج السري فكان يشرف عليه الخليفة الفاطمي بنفسه.وكان قادة الدولة يتميزون بغزارة نشاطهم الفكري وكثرة تآليفهم كابن حوشب وابن كلس والنعمان بن حيون التميمي, وأصبحت مؤلفاتهم من المناهج المعتمدة للدولة الفاطمية.
نماذج من المناهج التي اعتمدها الفاطميون:
1-المجالس المؤيدية, لداعي الدعاة هبة الله الشيرازي.2-ديوان ابن هانيء الأندلسي شاعر الدولة الفاطمية, وفي بعض الأبيات يخاطب الشاعر الخليفة الفاطمي قائلاً:
مــا شــئت لا ما شاءت الأقدار فــاحــكم فأنــت الـواحد القهار
وكــأنـمـا أنـت الـنـبـي محمد وكـأنـمـا أنصـارك الأنصـــار
هــذا الذي تــرجى النجاة بحبــه وبــه يـحـط الإصــر والأوزار
3-السيرة المؤيدية لهبة الله الشيرازي, وذكر فيه مناقب أهل البيت ولزوم طاعة الإمام.4-المجالس والمسايرات للقاضي أبي حنيفة النعمان الإسماعيلي, وهذا المؤلف يقع في ثلاثة مجلدات عن حياة الخلفاء الفاطميين, وفيه أحكام في القضاء والفقه.5-الفترات والقرانات, وهو المسمى "الجفر الأسود" المنسوب لعلي بن أبي طالب وفيه يدّعون أن لكل آية من القرآن ظاهراً وباطناً, وأن من يؤمن بالظاهر دون الباطن فهو كافر.6-دعائم الإسلام للقاضي أبي حنيفة النعمان الإسماعيلي, وقد اتخذه الفاطميون مرجعاً في أحكامهم, كما فعل الحاكم بأمر الله الفاطمي حينما أمر هارون بن محمد داعية اليمن بقوله: ((ولتكن فتواك للمستفتين في الحلال والحرام من كتاب دعائم الإسلام دون سواه)).7-أسرار النطقاء لجعفر بن منصور, ويعد هذا المنهاج من كتب المناظرات الإسماعيلية الكبيرة, واتخذ أساساً في الرد على من يخالفهم في أسرار النطقاء.8-رسائل إخوان الصفا, وهي رسائل ألّفها المستورون والدعاة الأربعة في شتى العلوم والفنون.
امتازت المناهج عند الفاطميين بـ:
امتازت المناهج عند الفاطميين بتوجيه الناس نحو العقيدة الإسماعيلية الشيعية وأبرزها الابتعاد عن الأصل السني, وقد ظهر جليّاً في عدد كبير من المخالفات الصريحة للدين الإسلامي التي حرص الفاطميون على نشرها وتثبيتها في عقول الناس نذكر منها:1-أن أسرار الدين متوقفة على تعاليم الأئمة من نسل فاطمة الزهراء.2-إبطال القياس والرأي بل وإنكار الإجماع, والطعن في فتاوى بعض الصحابة وجميع أهل الرأي والحديث.3-الادّعاء بأن للإسلام ظاهراً وباطناً, وبكفر من آمن بالظاهر دون الباطن.4-العمل بفقه خاص بهم, فمثلاً يقرر المذهب الفاطمي أن عدد أيام شهر رمضان ثلاثون يوماً, لا ينقص في جميع السنيين, وقد تم تطبيق ذلك في مصر.5-فسروا القرآن تفسيراً ظاهرياً وآخر باطنياً.6-مخالفتهم لكثير من عقائد المسلمين, كقولهم أن الله لا يرى بالأبصار وأنه لا يرى بالعقول.المبحث الثاني: أساليب صلاح الدين في تغيير المناهج السابقة:
أدرك صلاح الدين عند توليه السلطة أن عليه واجباً كبيراً, وأن مسائل عديدة تقف أمامه بحاجة إلى حل جذري, ذلك أن المناهج التربوية الشيعية نخرت جسم المجتمع المصري, مع انتشار زعماء ودعاة وعلماء الشيعة ووصولهم إلى السلطة وتولي زمام الأمور.ومن أجل القضاء على ما أحدثه الفاطميون في المجتمع المصري, وإعادته إلى مذهب أهل السنة, قام السلطان صلاح الدين ببعض الخطوات التي من شأنها تحقيق هذا الهدف, أهمها:1-قطع الخطبة للخليفة الفاطمي العاضد, وإقامتها للخليفة العباسي السني المستضيء, وذلك في مسجد ابن طولون, وكان اختيار هذا المسجد لهذا التحول الكبير رغبة من صلاح الدين بتهميش المؤسسات الشيعية وعلى رأسها الأزهر.2-إغلاق المؤسسات التربوية الشيعية, وعلى رأسها الأزهر الذي جعله الفاطميون مركزاً لنشر الدعوة الإسماعيلية, وقد أغلقه صلاح الدين خوف تعلق الناس به أو أن يبقى رمزاً للدعوة الفاطمية, فقد كان الأزهر جامعة حقيقية بلغ عدد نزلائه 750 طالباً, وكان عتاة الدولة الفاطمية كابن كلس والمؤيد لدين الله يدرسون فيه ولم يكن يدرس إلا المناهج الشيعية.ومع إغلاق هذه المؤسسات, وفّر صلاح الدين البديل الجاهز المتمثل في مسجد ابن طولون الذي جعل فيه الخطابة والتدريس ومكاناً لسكن الطلاب.3-عزل قضاة الشيعة:قام صلاح الدين بعزل وسجن وقتل قضاة الشيعة, حيث يعتبر القضاة أركان الدولة وأصحاب تصريف شؤون العباد, وهم المرجع للناس والمدرسون وأصحاب الفتيا, وفي المقابل فوّض القضاء لصدر الدين عبد الملك بن درباس المارداني الشافعي, الذي قام بدوره بتعيين كافة القضاة من المذهب السني.4-حرق المناهج الشيعية وإغلاق المكتبات وهدمها, حيث كانت تحتوي المكتبات الفاطمية مئات آلاف الكتب, يقول ابن خلدون عمّا أقدم عليه السلطان: "وأحرق ما أحرق من كتبها وأبقى ما أبقى وبنى مكانها مدرسة شرعية على المذهب الشافعي, وقام كذلك بحرق مكتبة القصر الفاطمي مهدياً منها بائعاً الذي ينتفع منها" العِبَر 4/79.5-قتل وحبس دعاة وقادة المذهب الفاطمي, ذلك أنهم أخذوا يدبرون الفتن لصلاح الدين مرات عديدة, مثل عمارة اليمني وعبد الصمد الكاتب وقاضي القضاة وداعي الدعاة.مضامين تربوية في توجهات صلاح الدين:
مع الحرص على القضاء على المخلفات الشيعية الفاطمية في مصر وإعادة مصر إلى المذهب السني, كانت مواقف صلاح الدين ذات مضامين تربوية مستمدة من واقع عهده, ومن رسائله ومراسيمه.1-التدين بطاعة أولي الأمر, حيث يقول صلاح الدين: ((ونحن لا نتدين إلا بطاعة الإمام ولا نرى ذلك إلا من أركان الإسلام)).2-تصفية المؤسسات التربوية الفاسدة ومحاربة الاتجاهات السلبية التي يروجها الشيعة.3-الحث على الاعتصام بالكتاب والسنة, كما جاء في رسالته إلى أخيه العادل الذي كان نائباً عنه في مصر, وعندما حصل شغب من بعض الأفراد.4-الحث على فضيلة العدل والإحسان للرعية, فقد كان يوجه إلى ولاته يقول: ((فليعدل في الرعية الذين هم عنده ودائع, وليجاوز بهم درجة العدل إلى إحسان الصنائع, فإذا أسند هذا الأمر إلى ولاته فليكونوا تقاة لا يجد الهوى عليهم سبيلاً...)).5-الحرص على تطبيق مبادىء الشريعة, حيث يقول في حديثه إلى أخيه العادل: ((وقد فشا في هذا الزمن أخذ الرشوة, وهي محق أمر رسولالله صلى الله عليه وسلم بنبذه, ونهى عن أخذه وعن الرغبة في تداوله, وهو كأخذ الربا الذي قرنت اللعنة بمؤكله وآكله)).6-الاهتمام بأمر القضاء, حيث اعتبر القضاة أوتاداً للشريعة.7-الاهتمام بأمر الجهاد والحث عليه, ويقول: ((إن الله لمّا مكن لنا في الأرض ووفقنا في إعزاز الحق وإظهاره لأداء الفرض رأينا أن نقدم فرض الجهاد في سبيل الله, فنوضح سبيله ونقبل على إعلاء الدين...)).8-التركيز على وحدة المنهاج كما ظهر ذلك في مرسوم أصدره ضمّنه قوله تعالى: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)) [النور:63].
وكــأنـمـا أنـت الـنـبـي محمد وكـأنـمـا أنصـارك الأنصـــار
هــذا الذي تــرجى النجاة بحبــه وبــه يـحـط الإصــر والأوزار
3-السيرة المؤيدية لهبة الله الشيرازي, وذكر فيه مناقب أهل البيت ولزوم طاعة الإمام.4-المجالس والمسايرات للقاضي أبي حنيفة النعمان الإسماعيلي, وهذا المؤلف يقع في ثلاثة مجلدات عن حياة الخلفاء الفاطميين, وفيه أحكام في القضاء والفقه.5-الفترات والقرانات, وهو المسمى "الجفر الأسود" المنسوب لعلي بن أبي طالب وفيه يدّعون أن لكل آية من القرآن ظاهراً وباطناً, وأن من يؤمن بالظاهر دون الباطن فهو كافر.6-دعائم الإسلام للقاضي أبي حنيفة النعمان الإسماعيلي, وقد اتخذه الفاطميون مرجعاً في أحكامهم, كما فعل الحاكم بأمر الله الفاطمي حينما أمر هارون بن محمد داعية اليمن بقوله: ((ولتكن فتواك للمستفتين في الحلال والحرام من كتاب دعائم الإسلام دون سواه)).7-أسرار النطقاء لجعفر بن منصور, ويعد هذا المنهاج من كتب المناظرات الإسماعيلية الكبيرة, واتخذ أساساً في الرد على من يخالفهم في أسرار النطقاء.8-رسائل إخوان الصفا, وهي رسائل ألّفها المستورون والدعاة الأربعة في شتى العلوم والفنون.
امتازت المناهج عند الفاطميين بـ:
امتازت المناهج عند الفاطميين بتوجيه الناس نحو العقيدة الإسماعيلية الشيعية وأبرزها الابتعاد عن الأصل السني, وقد ظهر جليّاً في عدد كبير من المخالفات الصريحة للدين الإسلامي التي حرص الفاطميون على نشرها وتثبيتها في عقول الناس نذكر منها:1-أن أسرار الدين متوقفة على تعاليم الأئمة من نسل فاطمة الزهراء.2-إبطال القياس والرأي بل وإنكار الإجماع, والطعن في فتاوى بعض الصحابة وجميع أهل الرأي والحديث.3-الادّعاء بأن للإسلام ظاهراً وباطناً, وبكفر من آمن بالظاهر دون الباطن.4-العمل بفقه خاص بهم, فمثلاً يقرر المذهب الفاطمي أن عدد أيام شهر رمضان ثلاثون يوماً, لا ينقص في جميع السنيين, وقد تم تطبيق ذلك في مصر.5-فسروا القرآن تفسيراً ظاهرياً وآخر باطنياً.6-مخالفتهم لكثير من عقائد المسلمين, كقولهم أن الله لا يرى بالأبصار وأنه لا يرى بالعقول.المبحث الثاني: أساليب صلاح الدين في تغيير المناهج السابقة:
أدرك صلاح الدين عند توليه السلطة أن عليه واجباً كبيراً, وأن مسائل عديدة تقف أمامه بحاجة إلى حل جذري, ذلك أن المناهج التربوية الشيعية نخرت جسم المجتمع المصري, مع انتشار زعماء ودعاة وعلماء الشيعة ووصولهم إلى السلطة وتولي زمام الأمور.ومن أجل القضاء على ما أحدثه الفاطميون في المجتمع المصري, وإعادته إلى مذهب أهل السنة, قام السلطان صلاح الدين ببعض الخطوات التي من شأنها تحقيق هذا الهدف, أهمها:1-قطع الخطبة للخليفة الفاطمي العاضد, وإقامتها للخليفة العباسي السني المستضيء, وذلك في مسجد ابن طولون, وكان اختيار هذا المسجد لهذا التحول الكبير رغبة من صلاح الدين بتهميش المؤسسات الشيعية وعلى رأسها الأزهر.2-إغلاق المؤسسات التربوية الشيعية, وعلى رأسها الأزهر الذي جعله الفاطميون مركزاً لنشر الدعوة الإسماعيلية, وقد أغلقه صلاح الدين خوف تعلق الناس به أو أن يبقى رمزاً للدعوة الفاطمية, فقد كان الأزهر جامعة حقيقية بلغ عدد نزلائه 750 طالباً, وكان عتاة الدولة الفاطمية كابن كلس والمؤيد لدين الله يدرسون فيه ولم يكن يدرس إلا المناهج الشيعية.ومع إغلاق هذه المؤسسات, وفّر صلاح الدين البديل الجاهز المتمثل في مسجد ابن طولون الذي جعل فيه الخطابة والتدريس ومكاناً لسكن الطلاب.3-عزل قضاة الشيعة:قام صلاح الدين بعزل وسجن وقتل قضاة الشيعة, حيث يعتبر القضاة أركان الدولة وأصحاب تصريف شؤون العباد, وهم المرجع للناس والمدرسون وأصحاب الفتيا, وفي المقابل فوّض القضاء لصدر الدين عبد الملك بن درباس المارداني الشافعي, الذي قام بدوره بتعيين كافة القضاة من المذهب السني.4-حرق المناهج الشيعية وإغلاق المكتبات وهدمها, حيث كانت تحتوي المكتبات الفاطمية مئات آلاف الكتب, يقول ابن خلدون عمّا أقدم عليه السلطان: "وأحرق ما أحرق من كتبها وأبقى ما أبقى وبنى مكانها مدرسة شرعية على المذهب الشافعي, وقام كذلك بحرق مكتبة القصر الفاطمي مهدياً منها بائعاً الذي ينتفع منها" العِبَر 4/79.5-قتل وحبس دعاة وقادة المذهب الفاطمي, ذلك أنهم أخذوا يدبرون الفتن لصلاح الدين مرات عديدة, مثل عمارة اليمني وعبد الصمد الكاتب وقاضي القضاة وداعي الدعاة.مضامين تربوية في توجهات صلاح الدين:
مع الحرص على القضاء على المخلفات الشيعية الفاطمية في مصر وإعادة مصر إلى المذهب السني, كانت مواقف صلاح الدين ذات مضامين تربوية مستمدة من واقع عهده, ومن رسائله ومراسيمه.1-التدين بطاعة أولي الأمر, حيث يقول صلاح الدين: ((ونحن لا نتدين إلا بطاعة الإمام ولا نرى ذلك إلا من أركان الإسلام)).2-تصفية المؤسسات التربوية الفاسدة ومحاربة الاتجاهات السلبية التي يروجها الشيعة.3-الحث على الاعتصام بالكتاب والسنة, كما جاء في رسالته إلى أخيه العادل الذي كان نائباً عنه في مصر, وعندما حصل شغب من بعض الأفراد.4-الحث على فضيلة العدل والإحسان للرعية, فقد كان يوجه إلى ولاته يقول: ((فليعدل في الرعية الذين هم عنده ودائع, وليجاوز بهم درجة العدل إلى إحسان الصنائع, فإذا أسند هذا الأمر إلى ولاته فليكونوا تقاة لا يجد الهوى عليهم سبيلاً...)).5-الحرص على تطبيق مبادىء الشريعة, حيث يقول في حديثه إلى أخيه العادل: ((وقد فشا في هذا الزمن أخذ الرشوة, وهي محق أمر رسولالله صلى الله عليه وسلم بنبذه, ونهى عن أخذه وعن الرغبة في تداوله, وهو كأخذ الربا الذي قرنت اللعنة بمؤكله وآكله)).6-الاهتمام بأمر القضاء, حيث اعتبر القضاة أوتاداً للشريعة.7-الاهتمام بأمر الجهاد والحث عليه, ويقول: ((إن الله لمّا مكن لنا في الأرض ووفقنا في إعزاز الحق وإظهاره لأداء الفرض رأينا أن نقدم فرض الجهاد في سبيل الله, فنوضح سبيله ونقبل على إعلاء الدين...)).8-التركيز على وحدة المنهاج كما ظهر ذلك في مرسوم أصدره ضمّنه قوله تعالى: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)) [النور:63].
تأليف: محمد حمدان القيسي
اعداد: شبكة الراصد الإسلامية
اعداد: شبكة الراصد الإسلامية
([1] ) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة – طبعة 1989 ص46-47.
([2] ) اختلف المؤرخون في نسب الأيوبيين, فمنهم من قال أنهم عرب, وقسم قال أنهم أكراد, ويقطع أحد ملوكهم وهو الملك الأمجد الحسن بن داود الأيوبي في كتاب له, بأن الأيوبيين ليسوا أكراداً, ولكن نزلوا عندهم فنسبوا إليهم.
([3] ) ابن كلس يهودي عراقي تولى الوزارة في عهد العزيز بالله الفاطمي ويعتبر من مؤسسي الدولة الفاطمية, توفي سنة 380هـ.
([4] ) المعز لدين الله الفاطمي هو أول الحكام الفاطميين العبيديين في مصر وجاء بعده العزيز بالله.
([2] ) اختلف المؤرخون في نسب الأيوبيين, فمنهم من قال أنهم عرب, وقسم قال أنهم أكراد, ويقطع أحد ملوكهم وهو الملك الأمجد الحسن بن داود الأيوبي في كتاب له, بأن الأيوبيين ليسوا أكراداً, ولكن نزلوا عندهم فنسبوا إليهم.
([3] ) ابن كلس يهودي عراقي تولى الوزارة في عهد العزيز بالله الفاطمي ويعتبر من مؤسسي الدولة الفاطمية, توفي سنة 380هـ.
([4] ) المعز لدين الله الفاطمي هو أول الحكام الفاطميين العبيديين في مصر وجاء بعده العزيز بالله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق