الأبجدية السرية للطائفة الإسماعيلية
بسم الله الرحمن الرحيم
المذهب الإسماعيلي هو مذهب دعوي، يرى في اكتساب الأتباع من خلال الدعوة السرية عنصراً أساسياً لا تكتمل الواجبات إلا به. وبسبب طبيعة هذه الدعوة السرية، فإن الدعاة قد لجأوا إلى أساليب مختلفة للعمل داخل مناطق نفوذ خصومهم. ومن هذه الأساليب هو تبنيهم لأبجدية سرية لا يعرفها إلا الدعاة ومن وصل في تبني العقيدة إلى مرتبة محددة. وهي في الحقيقة ابجديتان اثنتان، وليست واحدة، يتنقل فيهما الكاتب أحياناً في الصفحة الواحدة من أبجدية إلى أخرى. فمبجرد النظر إلى الأحرف المستعملة، يستطيع الداعي أن يعرف مباشرة أي أبجدية هي المقصودة. ولعل الإضطرار إلى وجود أبجديتان هو التأكد أنه في حال معرفة أحد الخصوم لأبجدية واحدة فإن الإحتمال يبقى بأنه لا يزال يجهل الأخرى. والطريقة المستعملة في العادة هي الكتابة باللغة العربية الفصحى حتى يصل الكاتب إلى الجزء الذي يريد أن يخفيه عن القارئ غير المرغوب فيه، عندها يتحول للكتابة بالأبجدية السرية. وتفصل الكلمات بين بعضها في هذه الأبجدية النقطة (.).
هذه هي أحرف الأبجدية السرية للطائفة الإسماعلية:
الأبجدية الأولى في السطر الأول، والثانية في السطر الثاني.
لاحظ أن حرف (ض) غير موجود. ولعل السبب هو ترادف النطق بين حرفي (ظ) و (ض) يجعل القارئ العارف للأبجدية يفهم المقصود مباشرة من دون الحاجة إلى إفراد حرف خاص لكليهما.
الأمثلة أدناه للكتابة السرية هي من رسالتان اسماعيليتان مختلفتان. الأولى بعنوان (ثمان مسائل وأجوبتها)، والثانية بعنوان (خمس مسائل وأجوبتها)، وهي كلها مجموعة تحت عنوان (أربعة كتب).الكتابة أسفل الأبجدية السرية في النصوص أدناه هي بخطي أنا بقلم الرصاص ليسهل علي قراءتها في المصدر. وخلال كتابتي للنص تحت الصورة سوف أضع الكلمات المرموزة بالأبجدية السرية بين أقواس ( ) حتى يسهل معرفتها عند المقارنة فيما عدى النص الأخير فإني تركته للقارئ الكريم مكتفياً بوضع الأحرف تحت الكلمات بقلمي الرصاص. وأنصح القارئ الكريم أن يجرب قراءة النصوص من دون قراءة كلمات الأبجدية السرية (أي كأنه لا يعرفها) وسوف يلحظ مباشرة صعوبة فهم النص من دون معرفة الكلمات المرموزة.
المسألة الثانية: عن أجسام الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم ومعادها. الجواب في ذلك إنها بعد (ثلاثة) أيام تتحلل، وتصعد إلى حيث كانت أولاً، وهي (ريحية) وقد صارت في حالة أعلى وأشرف لمجاورتها للهيكل النورانية، وكونها كانت حجباً للإبداع. فتقيم ما شاء المدبر ثم تصير (مواداً لطيفة) تتصل بنفوس (الأبواب) والحجج ودعاة (البلاغ) وتشعشع نفوسهم، وتصعد بصعودها. وذلك حقيقة ما قاله مولانا الصادق صلوات الله عليه “كثائفنا لطائف شيعتنا”، يعني هذه التي تواصل نفوسهم من النواسيت. وقال “لطائف شيعتنا كثائفنا” يعني (أجسام) الأولياء التي هي (الريحية) صارت (غلافاً) لمواليهم وكثائف. فاعلم ذلك، وصنه يصنك الله، فهو من الأسرار العالية، وهو أمانة عندك لا أطلعت عليه أحداً من خلق الله فتهلك.
المسألة الثالثة: عن (عظام) أهل الظاهر والأضداد ما يكون منها شيء على الانفراد. الجواب: أن (عظام) الكل منهم تستحيل وتستترب وتتصل بها ما صعد من (لحمها ودمها) الكائن بخاراً والمنحل مطراً، فيمتزج المطر بتلك التراب التي كانت من (العظام) ويحصل من الكل ما يوجبه مزاجه من معدن ونبات وحيوان على حسب الإستحقاق، فاعلم ذلك.
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=119000
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق