الحمد لله الذي يعلم السر وأخفى والصلاة و السلام على سيدنا المصطفى وبعد :
فقد كتب هذه الرسالة الغيور على دينه وقومه الفقير إلي ربه العميد متقاعد/ يحيى بن ناصر آل يحيى بن متعب اليامي عضو مجلس منطقة نجران العمر ثمان وسبعون المولود في بلدة بدر الجنوب.
وإني والله ما كتبت هذا إلا من واقع غيرتي وحرصي على أبناء قومي ولما اعلمه فيهم من الخصال الحميدة من كرم وشجاعة ونجدة وأريد أن يكملوا ذلك بأفضل الأعمال واكرم الخصال ألا وهو اتباع السنة المحمدية فإنها راس الأمر وطريق الفلاح في الدنيا والآخرة.وأقول لقومي ما قاله أنبياء الله نوح وهود وصالح ولوط عليهم السلام لأقوامهم : ( وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على الله ) وأقول لهم ما قاله هود عليه السلام ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب ) .
وقد أمضيت وقتا من حياتي أعيش في مجتمع الأسرة والعشيرة الذين هم جزء من قبيلة يام سكان نجران وضواحيه والذين هم على منهج المعتقد الإسماعيلي المعروف بالشيعة الإسماعيلية الباطنية والفاطمية مبتدءا في سياسته بالكتمان على ما يبطنون من أسرار علومه وتعاليمه فلا يطلع على شيء من مناهجه وخصائصه إلا من كان قد حاز على درجة من علومه المكتومة من شخصيات المكارمة الموثوق فيهم لحفظ أسراره ،ومحظور على غيرهم من عامة الناس ( اتباعهم) خوفا من كشف غوامضه منذ حين وفدت به طائفة المكارمه إلى نجران وقت إجلائهم من قبل حكام اليمن لأسباب اختلافات عقائدية وذلك في منتصف القرن الحادي عشر سنة 1030هـ وهذا مولد المعتقد في نجران ؛ وقد عاشوا بهذا المعتقد ردحا من الزمن في غياب ما ينافسه ، فلا عالم ولا علم ولا دولة تتولى تنظيم سير حياتهم ، ذلك الأمر الذي ساعدهم على أن يتولوا السيطرة على البلاد وأهلها في الوقت الذي كانت قبيلة يام كغيرها من القبائل في شبه الجزيرة العربية يفتقدون الثقافة وفي فقر وخوف وسلب ونهب ، ولا شك .
فبدأت الحياة من ضعف ، ومضت بهم الحالة عصورا عصيبة . حتى أن الله سبحانه وجل شأنه قد أيقظ لهذه الأمة قائد مسيرتها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود طيب
الله ثراه الذي قامت دولته الحديثة على تقوى وتوفيق من الله ، فأسس قاعدتها على أرضها المعطاة ، وجعل شعارها ورايتها الخضراء كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) شعارا يفتخر به كل مواطن مؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا .
ومن جلائل الأعمال التي قام بها كما هي أهدافه يرحمه الله مبتدءا بما هو آت :
1 - استتباب الأمن في ربوع المعمورة واستقرار العدل على منهج الشريعة الإسلامية.
2 - تأسيس المدارس ومناهج التعليم على ما جاء بالكتاب والسنة .
3 - لم شتات المجتمع بعد تفرقه وتمزقه وألف بينهم حتى أصبحوا بنعمة الله إخوانا.
4 - عمل يرحمه الله بكل بصيرة وحكمة وحنكة بتوفيق من الله فأخذ للبحث عن موارد الاقتصاد لسد حاجة البلاد من خيراتها وكنوزها دون اللجوء إلى أي مصادر أو موارد مستوردة وقد تحقق له يرحمه الله كل تلك المطالب بما يعود على إسعاد المواطن و النهوض بدولته حتى أصبح المواطن السعودي يعيش في نعيم و في أمن وأمان ورغد من العيش والرخاء نحسد عليه بين شعوب العالم .
قد تولت عناية الله ثم تولى أبناؤه مسيرة الخير والعطاء وحتى أصبحت حكومتنا مضرب مثل للعدل والمساواة فله الحمد والمنة ، قال تعالى (ولئن شكرتم لأزيدنكم ) ولهذا وكما هو مطلوب منا أن لا ننكر كل هذه العطاء من الله والأمن الموجودات لهذه الدولة وأن نكون قدوة بالإتباع والإخلاص في هذه الأعمال اقتداء بهذه (الأسرة) العريقة التي سخر الله لها ما تهدف إليه من نصرة الحق والدين على سبيل موحد .
في الوقت الذي قد انتشر العلم والمعرفة والمبادئ ظاهرة وواضحة كل الوضوح لا مكتومة ولا محجوبة عاشت على هذا الحال مائة عام احتفلت الدولة وشاركت كل الأمم والهيئات والصحف والأخبار ما توصلت إليه حياتنا من مجد ورقي ، وبعد أن تحقق لنا ما هناك من مخالفات ومنهج يخالف كل المبادئ والشرائع السماوية ، فقد استنكرنا على قومنا الذين هم في واد والعالم في واد يتبعون ويؤمنون بكل ما هو خاف ومكتوم ومحجوب عنهم إسراره وينكرون كل ما هو واضح وظاهر كل الوضوح.وحين يخاطبهم قول الحق جل شأنه في الآية 148 سورة الأنعام ( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ) وعلى ضوء ذلك فقد عملنا ما هو واجب علينا وبقدر المستطاع من رسائل في عدت نصائح أوضحت فيها ما يجب عرضه وبيانه وكانت على التوالي :
وجهتها لمشايخ الشمل كل من شرفي أبو ساق ، وحسين بن نصيب ، وحمد بن منيف ؛ طلبت منهم عقد اجتماع عندما حضروا لمقابلة الملك – حفظه الله - يشكون من صاحب مقال نشرته مجلة المنهل ذكر فيه مخالفة طائفة البهرة أهل المعتقد الإسماعيلي لقصد مقابلة من يدعي على المكارمة بالمخالفة في العقيدة وعلى أن يظهر المكارمة ما عندهم من دليل على مناهجهم ويكونون مشرفين على المقابلة مع المشايخ وفيما أنا منتظر ماذا يكون جوابهم فإذا بالإجابة تأتي بشتمي وتوعدي وخروجهم على ما هو مطلوب من الأدب والوقار وهذا أول صوت ونداء مني لهم وأول جواب منهم لي ، والمثل يقول فاقد الشيء لا يعطيه .
بعنوان : تنبيه وتوجيه
وقد أوضحت فيها شيئا من المخالفات وما هو مكتوم ، وطلبت المناقشة فيما بيني وبينهم فإذا هم لا يرغبون مقابلة الغير ، وهدفي أن نطلع بنتيجة ، فإذا هم قد ابتعدوا مني وشعرت منهم بمضايقتي هربا من طلبي .
بعنوان : أخطاء شائعة في العقيدة
وقد أوضحت شيئا من دلائل الأخطاء وسبل معالجتها، وقد كان لهذه الرسالة كبير الأثر في نفوس أهل الضمائر الحية فاستيقظوا وانظموا إلى أهل السنة والجماعة ولله الحمد والشكر والمنة .
بعنوان :علمٌ وخبرٌ
تطرقت شيئا من المؤثرات وقد حصلنا على شيء من الكتب التي دلت على منهجهم تحقق لنا لب أسرارهم وقد وجهت شيئا من الأمثلة ومنها سؤال : من هم المكارمة ؟ ولأي أصل يرجعون ؟ وما هم عليه من معتقد قبل وفود هم إلى نجران ؟
وهي لاحقة لما سبق من النصائح بعنوان : المناظرة
وهي وصيتي لإخواني وأولادي وأحفادي ، وهي هذه التي بين يدي القارئ ، خصصناها لكشف ما هو مدسوس وغامض ،معارض لمنهج الدين الإسلامي الصالح لكل زمان ومكان ، لا يقبل أيا من الإبتداع والإلتباس ، واضح كل الوضوح .
وهنا مسألة مهمة وهي استعراض جملة من كتب منهج الإسماعيلية ، وهي على التوالي- علما أنها مكتومة لا يطلع عليها أحد من اتباع المذهب إلا الخاصة. وهذا والله من عجائب المذهب حيث أن الله انزل دينا واضحا بينا للصغير وللكبير ودعا إلى التأمل والتفكر وحذر من كتمان العلم فقال تعالى إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) وقوله (وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) .
ولنبدأ بذكر الكتب و أسماء مؤلفيها على المنهج الإسماعيلي وهي على التوالي:
1 - كتاب ( سر أسرار النطقاء ) تأليف وإعداد الداعي الإسماعيلي المدعو جعفر بن منصور اليمن المتوفى سنة 380هـ المدفون باليمن
2 - كتاب ( صحيفة الأحكام الشرعية والأدعية والمناجاة ) تأليف وإعداد المرتب : المنصوب لهم في حيدر أباد ، حضرة المنصوب الحاج سيد نصر الله بن المرحوم هبة الله بن سيدي المنصوبالمقدس الحاج فتح الله] المتوفى سنة 390 هـ المدفون بسندباد .
3 - كتاب ( كنز الولد ) : تأليف وإعداد الداعي الإسماعيلي إبراهيم بن الحسين الحامدي الذي ورد اسمه في جدول الدعاة والأئمة في الصحيفة المتوفى سنة 554 هـ المدفون في صنعاء اليمن.
4 - كتاب ( تاج العقائد ومعدن الفوائد) : تأليف وإعداد الداعي الإسماعيلي علي بن الوليد الذي ورد اسمه في جدول الدعاة الأئمة في الصحيفة المتوفى سنة 613 هـ المدفون في صنعاء اليمن .
هذه الكتب الأربعة المشتملة على كل مناهج الإسماعيلية وهي مليئة بالمخالفة الصريحة لكتاب الله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة بل وحتى مخالفة للعقل الصحيح .
وندعوا قومنا للمناقشة على ضوء ما جاء فيها مسجلا من القادة والدعاة ، وليس ادعاء مدع ضدهم لندخل مع باب يوصل إلى الحقيقة كما هي ضالة المؤمن .
والســؤال الذي يطرح نفسه هنا : متى ظهرت طائفة الشيعة الإسماعيلية ؟ومتى عرفت باسم الباطنية ؟ ومن أين مكان وانطلاق نشاطها ؟ ومن هو رائد ومبتكر مناهجها ومنظم المدرسة والإدارة لها ؟!!!
والجواب هو ما سجله التاريخ في الكتب التي تلاحق حركات هذه الطائفة ، ومن كتبهم الآنفة الذكر سالفا متطابقة ومتزامنة من حيث الظهور ، وممن تربطه بهم روابط الأصل والحسب ، يلتقي مع من أسست هذه المعتقدات بأسمائهم من البيت العلوي ابتداء بالجد جعفر الصادق فالابن إسماعيل بن جعفر وإلى الولد الطفل محمد بن إسماعيل.
ومن هنا نبدأ بما جاء في كتاب ( مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية الأشرار) تأليف الإمام من أئمة زمانه المدعو/ يحيى بن حمزة العلوي المولود في مدينة صنعاء في 27 صفر سنة 669 له من المصنفات 37 كتابا و يمثل الرقم 20 الكتاب المذكور مشكاة الأنوار ويمثل الآخر رقم 37 كتاب ( الرسالة الوازعة للمعتدين على سب أصحاب سيد المرسلين ) تحقيق وتقديم الدكتور محمد السيد الجليند أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة .
ونسجل ما سجله المؤرخون في هذا الكتاب المنتشر في كل المكاتب التي تعتني بالتاريخ ومنها مجموعة مكاتب العبيكان بالرياض والموجود في المتاحف :
1- ورد في الصفحة 36 من كتاب مشكاة الأنوار مقالة نقلت عن المؤرخ محمد بن مالك اليماني في كتابة كشف أسرار الباطنية تقول المقالة إن مؤسس هذه الطائفة هو عبد الله بن ميمون القداح كان يهوديا يعتنق اليهودية ويتظاهر بالإسلام وهو من ولد الشلعلع من بلاد السلمية من بلاد الشام وهو حبر من أحبار اليهود أهل الفلفسة الذين عرفوا جميع المذاهب والعقائد .
بدأ عمله صائغا يخدم لشيعة إسماعيل بن جعفر وكان حريصا على هدم الشريعة لما ركب الله في اليهود من عداوة للإسلام فلم ير وجها يدخل به على الناس لكي يردهم عن الإسلام ألطف من دعوته إلى أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فانتسب إلى خدمة آل البيت العلوي واستطاع أن يدخل بهذه الحيل الماكرة فأسس ووضع لها منهجا خاصا في تأويل القرآن بصرفه عن ظاهره )
3- ورد في الصفحة رقم 37 المقالة الأخرى وهي الثانية من الكتاب نفسه تقول :
( وإلى وقت جعفر الصادق وابنه إسماعيل لم يكن القداح قد ظهر على المسرح الشيعي كما أن لقب
الباطنية لم يكن قد عرف) وهذا من أغرب الخيال
دور الولد
( ولما مات إسماعيل بن جعفر كان له ولد يدعى محمد بن إسماعيل بلغ من العمر خمس سنوات ، وبعد دخول القداح في الإسلام خدعة فتظاهر بالإخلاص والولاء لآل البيت العلوي ، فقد عينه جعفر الصادق وصيا على حفيده الطفل محمد بن إسماعيل ومتكلما باسمه ، ولم يلبث الأمر إلا وقد اختفى الوصي وأخفى معه الولد .
ومن المكر والدهاء بمكانين اتخذ القداح من الاختفاء وغيبة الطفل ففكر بتأسيس إدارة وتنظيم الشيعة الإسماعيلية الباطنية بصورها ومناهجها الجديدة ، وحيث أكمل وأعلن بذلك عنوانها الكامل [ الشيعة الإسماعيلية الباطنية]
3 - كما وردت المقالة الأخرى وهي الثالثة ورد في الصفحة رقم 38 عبارة تقول : ( ومن ميمون
القداح بدأ التاريخ السياسي والفكري للشيعة الباطنية التي انقسمت إلى إسماعيلية وقرامط ) .
4 - وعبارة أخرى وهي الرابعة ورد في الصفحة رقم 39 من كتاب مشكاة الأنوار عبارة تقول : (
وهكذا يصور لنا البغدادي والحمادي أصول مذهب الشيعة الإسماعيلية الباطنية أن جوهر هذا المذهب يتلخص في أن التأويل صرف القرآن عن ظاهره كان أساسا للدعوة وركيزة للمذهب ومنه ينطلق كل بدعة ابتدعوها بآية متأولة أو حديث مكذوب ) .
ومن هنا يتطرق لنا الشك إن لم يكن اليقين أن اختفاء القداح وإخفاء الولد معه يومئ إلى وضع اليقين موضع الشك ، حيث بدأ مهمته بالحيلة ، وانتهت بما يشير إلى جريمة ، ولكي يبقى السر مكتوما فقد أبطن كل أموره بما في ذلك مصير الولد اليتيم ذبيح القدر وكبش الفداء للقصة الرهيبة ولو لم تكن جريمة لم يحرص على كتمان أسرارها . وكأنه قد نجح في خطته بالاختفاء عن الأنظار ، وأخفى معه أمانته ، فحقق لأسياده اليهود مخططاتهم لتشويه معالم الإسلام .
ويأبى الله إلا أن يتم نوره ، وعندما زخرف لهم القول وبلور أفكار رعاع الناس فقال : إن الولد محمد بن إسماعيل حي ، وأنه سيظهر ويرفع الجور والظلم ، و هذه أفكار يرسمها لهم عقلهم المدبر ، مما جعلهم يعطلون كل الشرائع ، وينهجون إلى الخزعبلات حتى يظهر الولد المختبئ ، ومن هذه البلبلة فإن جانبا من الإسماعيلية يجعلونه أمام مستودع ، والجانب الآخر يجعلونه حجة فقط لمحمد بن إسماعيل وليس إماما . وسواء إن صح هذا أو ذلك فإن ظهور القداح على شكل وصي على محمد ابن إسماعيل قد أكسبه مكانة مرموقة بين الإسماعيليين ما كان له أن يحظى بها لولا انتمائه إلى خدمة البيت العلوي .
هذا فيما يتعلق بتاريخ الإسماعيلية وظهورها ومؤسس إدارتها ومكان انطلاقها . وقد تواترت المعلومات عن تقارب الإسماعيلية والقداح والربط بينهم وبين مدينة السلمية من بلاد الشام ووجود قبر إسماعيل- حسب زعمهم- بها وإقامة قبة على ذلك القبر المزعوم تشد له الرحال طوائف الإسماعيلية من كل مكان ؛ومن الآثار نجد لهم مكتبة تراث في مدينة السلمية أيضا بها مخطوطاتهم وما ينتشر من تحقيق أحد أدبائهم المدعو/ مصطفى غالب ( المكتوب اسمه على جميع كتبهم) (محققا) .
وإلى هنا فقد ذكرنا ما سجلته كتب التاريخ التي أظهرت لنا نوعا من الحقائق والبراهين التاريخية التي لاحقت معتقدات الإسماعيلية منذ بكارتها وظهور القداح .
ولكي نبدأ فيما سجلت كتب الإسماعيلية أنفسهم إعداد دعاتهم الذين بدأت مخالفاتهم بها من بعد ظهور القداح مؤكدة ومؤيدة ظهوره ومتجانسة مع كتب التاريخ ما سبق ذكره .
والشاهد ما ورد في الصفحة رقم 17 من مقدمة كتاب كنز الولد إعداد وتأليف الداعي الإسماعيلي إبراهيم بن الحسين الحامدي مقالة تقول: ( وجدنا في مخطوط إسماعيلي سوري) يشير إلى أن الداعي الكبير والعلامة النحريـر عبد الله بن ميمون القداح أصبح حجة عظيمة الشان والقدر لمولانا محمد بن إسماعيل ( الذي أخفى مصيره القداح) وهو أول من أرسل الدعاة إلى اليمن وهما منصور حوشب أبو جعفر وعلي بن الفضل ، الأول أسس المدرسة لبث دعوة الإسماعيلية والثاني أباح المحرمات وذلك في منتصف القرن الثالث في سنة 267 هـ).
فهم يعظمون ويقدسون القداح ويترضون عليه ومقابل ذلك سب وشتم أبي بكر وعمر ومن هنا ندخل في بيان ما هناك من مخالفات وشر ك وافتراءات وغلو وقلب الأمور إلى غير واقعها كما هي
مثبتة في الكتب التي بأيديهم ،ونأخذ من كل كتاب جملة كما يلي:
أولاً : كتاب (سر أسرار النطقاء) إعداد الداعي جعفر ابن منصور اليمن وهو من دعاة الإسماعيلية توفي سنة 380 هـ ودفن باليمن ، تحقيق وتقديم مصطفى غالب.
ومن خلال متابعة صفحاته كلها وجدناها مزيجا من أفكار تخالف العقل والنقل ، تهدف إلى صرف القرآن عن ظاهره إلى تأويلات تتناسب مع ما يريدون من التحريف وقلب الحقائق إلى غير واقعها .
ورد في الصفحة 27 من الكتاب ( سر أسرار النطقاء) انقلها بحرفها : " أن ولادة آدم الجسدانية كانت في دار ضده تحت جناحه في أعمال سرنديب في جزيرة يقال لها بوران بمدينة تعرف بسوباط" فهل يقبل عقل مثل هذا لكلام ؟!!
ويرد عليهم التاريخ بالأسئلة : من هو جعفر بن منصور اليمن ؟! وما هي أدواره ؟!
ومن أين اكتسب علومه ؟! ويجيب التاريخ : فجعفر بن منصور من ولد حوشب المرسل من الكوفة
ومعه علي بن الفضل ، فالأول أسس المدرسة لنشـر الدعوة الإسماعيلية في أوساط اليمن والثاني أباح
المحرمات ، وذلك بعد تكليفهم بالمهمة من قبل عبد الله بن ميمون القداح و حمدان قرمط .
وسبق أن تحدثنا عن قصة مؤسس ومنظم إدارة الشيعة الإسماعيلية الباطنية ، وتاريخ ولادتها في منتصف القرن الثالث الهجري في سنة 267 .
وما يهمنا هنا أن نذكر ولادتها ووفديتها إلى نجران ، وذلك في القرن الحادي عشر في سنة 1030هـ بزعامة أول داعي لها وهو/محمد بن فهد المكرمي ،حسبما هو ثابت في كتبهم، وهذا التاريخ هو مولد ووفدية المعتقد الإسماعيلي في نجران .
ولئلا نصرف وقتا وجهدا لمتابعة كل ما ورد في محتويات هذا الكتاب من ترهات وخرافات لا تمت للواقع بصلة أقتصر على ذلك التحريف والافتراء الذي ألصقوه بأبينا آدم والجنة والذي لا يقبله عقل فضلا عن شرع الله المطهر ، وما خفي كان أعظم .
فهل من صاحب شجاعة وتجرد ، وحب للحق ، وحرص على إظهار سبيل الرشد من سبيل الغي ؟
فليقابلنا ولو على الملأ فالباب مفتوح وعندنا كل الكتب وما حوته مما جعلنا ننشره من هذه الأباطيل حتى يطلع على ما اطلعنا عليه فيكون حاله مثل حالنا لا يقبل الجمود على باطل مجهول .
وهنا نكتة لطيفة ينبغي ذكرها فجعفر بن منصور اليمن وعلي بن الفضل وقائدهم ميمون القداح قد جاهدوا في سبيل نشر هذه النحلة الخبيثة على حين غفلة من الإسلام وأهله ، فالمنطقة ( اليمن ) في حالة شبه عزلة عن الجزيرة ؛ بسبب الحروب والسيطرة الداخلية على الدولة العباسية من قبل المنافقين وقتذاك الباطنيين والذين انخدعوا بهم من أبناء جلدتنا واندسوا فيهم وضللوا عليهم باللغة العربية التي يجيدونها ومواطنتهم لهم – كما نصر هذا الرأي ابن الأثير وصاحب مشكاة الأنوار- يحركهم بطريق غير مباشرة اليهود والنصارى المزعزعون للجزيرة خاصة والعالم الإسلامي عامة في ذلك الوقت ؛ بغية الإجهاز على الإسلام باسم الإسلام - الذي تحمله هذه الطائفة المخدوعة والتي انساقت وراء هؤلاء تحت مضلة التشيع التي خدعوهم بها - فيتم القضاء عليه من الداخل وعلى يد أتباعه في الدم واللغة .
ثانيا : كتاب الصحيفة التي هي من أهم كتبهم ، إعداد وتأليف المنصوب بن سيد فتح الله سندباد .
1- ورد في الصفحة رقم 49 من كتاب الصحيفة مقالة تقول :
" أن يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس وإنما لا يجوز صيامه ولا صلاة الجمعة إلا بعد إمام عادل تقي"
ولنا مع هذا الكلام الثابت في الصحيفة وقفتان :
الأولى : انهم اعترفوا بفضل يوم الجمعة ثم عطلوا صلاته المفروضة وعدوها يوما كبقية الأياموالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه ) رواه أحمد والحاكم؛فكيف تكون حالة من تركها طيلة حياته ؟
الثانية : انهم حكموا على أنفسهم انهم لا يوجد فيهم إمام عادل ولا تقي فلماذا يتبعون أئمتهم ودعاتهم وهم ليسوا بعدول حسب قولهم ؟!
2- ورد في الصفحة 662 من كتاب الصحيفة المذكورة في باب التوسل مقالة تقول : "يتوسلون
بحق المقري والمغويشم وشمشم وبيشا وهيشا وبريشا كبا كبا كبا ينجلي ينجلي ينجلي"
وننادي اهل الإيمان: أيجوز التوسل بغير الله؟؟!! فكيف بهذه الأسماء التي هي اقرب ما تكون لمردة الجن!!
3- وورد فيها صفحة 686 جدول يمثل أسماء دعاتهم والأئمة منذ ظهرت طائفة الإسماعيلية وعددهم
تسعة وأربعون داعية أولهم الذويب المتوفى سنة 546هـ وآخرهم علي بن حسين المكرمي المتوفى1403هـ .
ثالثاً : كتاب كنـز الولد:
1- ورد في الصفحة رقم 210 من الكتاب المذكور مقالات أسجلها وقلبي يرتجف ويدي بالقلم ترتعش لما احتوت عليه مما أدع للقاريء الحكم عليها بنفسه:
الأولى تقول : وهم يروونها عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أما الواحد والخمسون التي هي ممثول الصلوات في الليل و النهار وهو علم ما تسلمه من مراتب النطقاء الخمسة من قبله فأول من وقع في يده :
- أبي بن كعب - وهو حبر من أحبار اليهود آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وصار من كتاب الوحي ، رباه بحقيقة الوصاية التي هي حظ آدم .
- زيد بن عمر فرباه بمعاني الطهارة التي هي حظ نوح .
- عمرو بن نفيل فرباه بمعاني الصلاة التي هي حظ ابراهيم .
- زيد بن أسامة فرباه بمعاني الزكاة التي هي حظ موسى
- بحيرا الراهب فرباه بمعاني الصيام الذي هو حظ عيسى .
ثم رفعه الى حجة صاحب الوقت التي هي خديجة بنت خويلد ذلك بعد مزاوجته لها ، وقد صار ماهرا في الشرائع ورموزها المراد بها فرفعت منزلته وعلت رتبته في معاني الحج وفرائضه وسننه الذي هو حظه وقسمه من دعائم الدين ، ثم أمرها إمام الوقت بتسليم وديعته إليه من الرسالة والنبوة )
2- المقالة الثانية بنفس الكتاب ورد في الصفحة 212 مقالة تقول : " هو ابن مريم الحقيقي التي هي خديجة فهي مريم الكبرى وهي التي تولت تربيته بأمر صاحب الوقت منذ نشأ لسبع سنين"
ولننظر وينظر معنا قومنا والخلق جميعا ، ونطرح سؤالا : كيف أقدموا وتجرؤا على هذه الأقوال الخطيرة عندما قالوا في المقالة الأولى بالحرف الواحد : ثم رفعه إلى حجة صاحب الوقت التي هي خديجة بنت خويلد ذلك بعد مزاوجته لها وصار ماهرا في الشرائع ، ثم قولهم :
هو ابن مريم الحقيقي التي هي خديجة فهي مريم الكبرى وهي التي تولت تربيته بأمر صاحب الوقت منذ نشأ لسبع سنين . فبعد ما كان زوجها اصبح ابنها ..!!! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
وبالمقابل وما يبطل هذه المزاعم ولننظر كيف افتروا على خديجة ومريم عليها السلام ؟وما نسبوه لخديجة من تعليمها للرسول صلى الله عليه وسلم وهو زوجها !ومن تزوير لشخصيتها أنها مريم وانتحالهم النطقاء ! وصاحب الوقت الذي صار فوق الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر خديجة أن تسلمه الوحي والرسالة ! فصارت هي مسلمته الوحي والرسالة!.
وبطبيعة الحال فالموحي والمرسل هو صاحب الوقت فهو مكان الله، تعالى الله عما يقولون علوا عظيما ، يالها من مصائب يحق عليها الجهاد .
أين هؤلاء من القران الكريم.. !! ألم يقرءوا قوله تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمحسنين ) أو قوله تعالى: (وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) الآيات من 192-195 سورة الشعراء. فالله ذكر انه هو الذي انزل الوحي على رسوله بواسطة جبريل عليه السلام ..فأين ذكر خديجة وصاحب الوقت .. إلى آخر هذا الهراء ؟؟
ولم نزل مع ما احتوى عليه كتاب ( كنز الولد) ورد في الصفحات 217-218 مقالات ننقلها بالكلمة والحرف تقول: (وقد ظهر أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله لظهور النفس التي لا قوام للجسم إلا بها ولا يعرف إلا بها ، صح أن تلك العناية الإلهية انسلت من حد القوة إلى العقل ومن الكمون إلى الظهور ، ومن العدم إلى والوجود ، فكان للشرائع الموضوعة من عصر آدم إلى محمد مقام الحياة المحيية المميتة الحاسة الداركة الناطقة العاقلة العاملة ، حجة الله وقدرته وآياته ومعجزاته
سيف نقمته لأعدائه الكاملة لأوليائه . فبسببه دارت الأفلاك وتناظرت الأملاك وتمخضت الطبائع والأمهات أذن الله الواعية ويده المبسوطة وعينه الناظرة مولانا أمير المؤمنين وعلم الدين وقبلة الموحدين السميع العليم ولي المؤمنين المخرج لهم من الظلمات إلى النور ؛ من أقر بولايته سلم وغنم ومن أنكره غرم وحرم ) .
قال جعفر بن منصور : (ذكر في التاريخ والسير أن الله لا يقبل توبة نبي ولا اصطفاء وصي ولا إمامة ولي ولا عمل طاعة من عامل لو تقطع في العبادة واجتهد إلا بولاية علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله ، فمن أتى بغير ولاية علي أسقطت نبوته ووصايته وصالح عمله ، وأي فضل أعظم من هذا الذي ماله شريك فيه بل هو مخصوص به وحده ، فكما أن الله واحد أحد فرد صمد لاشريك معه في ملكه ولا له صاحبة ولا ولد كذلك مولانا علي عليه السلام واحد في فضله أحد فرد صمد لا شريك له فيه ليس له كفؤا أحد) .
هذه مقالات قد جمعت ما بين الغلو في علي رضي الله عنه وألصقوا فيه ما لا يرضى من القول ، وما بين الشرك حين نسبوا إلى علي شيئا من صفات الخالق جل شأنه ، وحكموا في تواريخهم وسيرتهم أن الله لا يقبل توبة نبي ولا وصاية وصي ولا عمل طاعة إلا بولاية علي .
وعندما لم يتوقفوا ولم ينته بهم ما ينهجون إليه من تحريف وافتراءات وخزعبلات فنورد مهزلة كبرى وردت في الصفحة 220 من كتاب كنز الولد ننقلها بالحرف تقول :
( قال الحكيم أينما ظهرت لك المعجزة فاسجد ، ولم يظهر من المعجزات لأحد مثلما ظهرت لنبينا محمد ووصيه علي ومعرفة الرسول له وللأئمة من ولده بأنه النهاية الثانية تستحق من الصفات المتناهية بالشرف ما تستحقه الأولى ، وأنه حجابها وبابها ولسان نطقها ) .
ووصف ذاته بقولهم : ( أنا الأول وأنا الآخر وأنا الباطن وأنا الظاهر وأنا بكل شيء عليم ، أنا الذي سمكت سماءها وبسطت أرضها وأجريت أنهارها وأنبت أشجارها) .. فماذا تركوا لله بعد هذا ؟!!
فهذه أقوالهم مسجلة في كتبهم وما يعتقدونه وما يبطنونه . ويُبطل كل ما هم عليه قول الحق سبحانه، قال تعالى : ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر …) الخ الآيات 1-3 الرعد .
وقال تعالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) (3-5 )الحديد .
فأي كذب وأي افتراء على علي رضي الله عنه أكبر وأقبح من هذا ؟ إذ ينسبون إليه أنه وصف ذاته بصفات خالق المخلوقين ورب كل شيء ، وعلي بريء ومنزه مما تجرؤا عليه بأقوال لا يرضاها ولا يصدقها عقل ، وأي شرك بعد هذا قال الله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) 48 النساء .
وقال تعالى على لسان لقمان الحكيم وهو يعظ ابنه ألا يشرك بالله تعالى: ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) 13 لقمان .
ولأننا قد اهتممنا في شرح شيء من معوقات العقيدة في هذا الوادي ومتى ولادتها ومن روادها .وقد أوضحنا ما هناك من الافتراءات على الله وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ما أنزل الله في وحيه على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى علي رضي الله عنه ولم يبق علينا سوى ما تعرضت له أركان الإسلام الخمسة وسيأتي ذكر كل حدث بها التوحيد هو الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة منطلقا من الشهادتين : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وزادوا: أشهد أن عليا ولي الله
-حدثا وبدعة إلى ما يتبع ذلك في الأذان من عبادات أخرى مخالفة وما نزل بها من كتاب .
الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام
وفيما يتعلق بالصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة والتي هي عماد الدين بعد التوحيد فهم يصلون صلاة تختلف عن صلاة المسلمين بكثير وكثير. فهم لا يحرصون على صلاة الجماعة في المساجد وإنما يصلون :كل عائلة وحدها في مساجد داخل منازلهم ، ذلك لأنهم يصلون
الظهر والعصر بأذان واحد ويصلون المغرب والعشاء بأذان واحد أيضا وبخفاء والأغلبية يصلونها أفرادا
أما صلاة الجمعة
فيؤدونها ظهرا كسائر أيام الأسبوع بدون خطبة مخالفين لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خطبتين يذكر فيها الأمة بما يصلح لهم في الدنيا والآخرة ثم يصلي ركعتين موفيا شروطها وفضيلتها على سائر أيام الأسبوع قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) (9) الجمعة .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة) حديث صحيح صححه الألباني
كما نجد في كتاب الصحيفة التي هي أهم كتب الإسماعيلية مقالة بالصفحة (49) تقول: إن يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس؛ ثم تراهم يطمسونها بقولهم: لا صلاة إلا بعد إمام عادل تقي وكأنهم يقولون لا يوجد فيهم عادل ولا تقي مما جعلهم يعطلون صلاة الجمعة حسب أفضليتها وشروطها مخالفين بذلك الكتاب والسنة .
قال صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجه الوداع : ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمه يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) رواه البخاري عن ابن عمر ورواه الإمام
أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك من جملة حديث طويل بألفاظ متعددة ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ) رواه الترمذي وصححه الألباني وقال صلى الله عليه وسلم : ( قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ) حديث صحيح صححه الألباني في السلسلة الصحيحة. ووردت بعض طرقه في البخاري وعند أهل السنن .
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يخص بهذا الأمر- اعني الأمر بإقامة الجمعة- أيا من الأمة بل شامل وجامع على مدى الحياة والعصور .
الزكاة : الركن الثالث من أركان الإسلام
فرض الله الزكاة على الأموال والثروات الثابتة والمنقولة بما في ذلك الذهب والفضة والحرث والأنعام فالذين أفاء الله عليهم من ممتلكات يؤدونها حسب مشروعيتها وكل مسلم مؤمن بحق الزكاة يكونون أمناء على إخراجها إنفاقا لمستحقيها فيما بينهم وبين ربهم ، وأما ما كان من المحاصيل والأنعام من إبل وبقر وغنم و المنتوجات الزراعية الخاضعة للخرص وتحديد ما يستحق عليها من زكوات من قبل لجنة يتم تكليفها من قبل ولي الأمر ، تقوم لجان الخرص في كل المناطق ثم تقوم ثانية للجباية حال جمعها فيصدر أمر لتأديتها لما خصصت له حسب ظروف الزمان والمكان عملا بقوله تعالى: ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ، فريضة من الله والله عليم حكيم ) (60) التوبة .
وهذا ساري المفعول عند عامة المسلمين من أهل السنة والجماعة ، ما عدا جماعة من أتباع المنهج الإسماعيلي الباطنية الذين يدفعون زكوات أموالهم مثلما يدفع أهل السنة والجماعة عموما حسبما يتم خرصه وتحديد زكاته للجباة في كل المواسم ، ثم يدفعون مثلما دفعوا للجباة مرة أخرى في الموسم نفسه إلى المكرمي ، ويقال لهم أنها تدخل بيت المال تحت تصرف المكرمي ( المعروف بالداعي ) وتأدية الزكاة في مفاهيمهم على وجهين : فالزكاة التي تدفع للدولة يعتبرونها في أسرارهم زكاة التقية، والزكاة التي تدفع للمكرمي هي الزكاة المحمدية ، وحسبما يبطنون ويسرون أن لكل شيء ظاهر وباطن حسب مناهجهم .
ولم يتوقف الأمر عند هذا ، بل تأتي زكاة الفطر في آخر شهر رمضان من كل سنة ، والتي هي الأخرى فرضها الدين الإسلامي عن كل نفس : مدا من قمح أو من شعير أو تمر أو إقط ، تعطى للمستحقين من فقراء المسلمين إلا أن الذي هو حاصل عند وكلاء المكرمي المعتمدين والمكلفين من قبله يلزمون من تجب عليه الزكاة كالفطرة ونحوها بدفع مبالغ نقدية ، يسعرون العين بسعر مرتفع وستحصلونها نقودا إجباريا ، وبهذا يعتبرون كلا من الذين يدفعون وينفذون الأمر والذين يفرضون المبالغ النقدية بدل العين مشتركين في المخالفة .
وكم وكم من مخالفات تلي المخالفات ؟؟ و إنا لله و إنا إليه راجعون ؛ وهم بهذا الفعل يجعلون المكرمي في منصب المشرع ( رب العالمين) ، فلا صلاحية للرسول صلى الله عليه وسلم في تغيير العبادات وهو رسول الله ، أما هؤلاء فمكرِميُّهم يغير ما شاء من الشريعة والعبادات كزكاة الفطر هذه وكما تقدم ذكره من صلاة الجمعة والجماعة والصيام والحج.. الخ تلك التجرءات منهم على الله تعالى .
الصيام : الركن الرابع من أركان الإسلام
وفيما يتعلق بالصيام فقد جاء في القرآن العظيم قول الحق جل شأنه : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، فمن شهد منكم الشهر فليصمه..). الآية(185) البقرة .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ) حديث صحيح صححه الألباني.
فهذا أمر من الله سبحانه وتوجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
ومع هذا نجد في كتابهم : تاج العقائد ومعدن الفوائد تأليف الداعية الخامس من دعاتهم ، ورد اسمه في دول الدعاة والأئمة بالصحيفة المدعو/ علي بن محمد الوليد ، ظهر لنا عبارة بالصفحة 50 و 95 تقول: (أن الصيام على رؤية الأهلة صيام الضرورة عندما لم يوجد إمام يقتدى به ، لأنه كان الصيام على رؤية الهلال خروج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بعض غزواته (غزوة تبوك ) كانت قريبة من شهر رمضان فجاؤا إليه فقالوا يا رسول الله نحن نصوم بصومك ونفطر بفطرك فماذا نعمل إذا غبت عنا فقال صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته أي أعلمهم أنهم إذا عدموه كان اتكالهم في الصيام على رؤية الهلال) !!!.
وهذا الأمر ثابت ومسجل في أهم كتبهم التي يعتمدون عليها وهذا مطابق لما جاء بالقرآن وما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولا يؤمنون به ؛ ومما تفرضه عليهم أحلامهم المريضة وكما هي أفكارهم يؤولون ذلك بقولهم: (أن الذين سألوه سألوه يعلم الفاضل فأجابهم بالعدم مثله )، ويحاولون بهذه الجملة التشكيك في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله ،وحجتهم أن أشهر السنة اثني عشر شهرا منها ستة أيامها ثلاثون يوما وستة أيامها تسعة وعشرون يوما وإصرارهم أن رمضان ثلاثون يوما على مدار العصور ، فلم ينظروا للهلال ، ولو ظهر لهم وشاهدوه لم يصوموا إلا حسب حسبتهم كما ذكرنا وهم بمخالفتهم هذه وغيرها كثير مما افتروا به وأنكروا رسول الوحي جبريل عليه السلام .
الركنُ الخامس من أركان الإسلام
أما مخالفتهم في الحج فإذا هم اختلفوا في صيامهم عن المسلمين ولم يتبعوا أمر ولي الأمر فإنه يختلف حجهم عادة قبل حج المسلمين بيوم أو بعدَه بيوم وهنا نطرح كما وقد طرحنا أكثر من سؤال في الرسائل السابقة ونقول لهم :
هل يعتقدون أنهم على حق وغيرهم مخالفون ؟ فينظرون للعالم كله ما هم عليه وتجري المناقشة على ما عندهم وما هم عليه جماعة الإجماع ومن هنا يظهر الحق واضحا وينقطع النـزاع ويكونون أمة واحدة على منهج واحد : أما إذا هم مصرون على عدم المناقشة ومكابرون على طلمسة العيون وصم الآذان فأمرهم إلى الله.
سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ظاهر أشتهر بين عامة الشيعة وعلمائهم ، وهذا منكر عظيم ، وبلاء جسيم ، وخذلان مبين لمن استهوته الشياطين ووقع في أعراض خير المؤمنين أصحاب رسول الله رضي الله عنهم ، أصحاب رسول الله هم خير القرون، هم جيل فريد، هم أئمة
الهدى ومصابيح الدجى، اثنى الله عليهم في القرآن وفي التوراة والإنجيل بنص كلامه سبحانه من سبهم أو تنقصهم فقد عارض كتاب الله وسنة رسوله واجماع الأمة بل وحتى هدي الإمام علي رضي الله عنه .
أما من القرآن فإن الله قد أثنى على الصحابة جملة وتفصيلا في أكثر من موضع فمنها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فئازره فاستغلظ فاستوى علىسوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) ( 29) الفتح .
وقال تعالى ( لقد تاب الله على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ..) التوبة
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم …) رواه البخاري و مسلم والنسائي وأحمد و أبو داود .
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) رواه البخاري ومسلم وأبو داود و الترمذي .
فمن طعن بعد ذلك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مكذب لله ولرسوله فكيف يرجو بعد ذلك صلاحا أو فلاحا ؟؟.
أما مخالفة ذلك للعقل فإن الله أرسل رسوله للناس كافة بشيرا ونذيرا ورأى عليه السلام أمته أعظم الأمم بل حج معه عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع أكثر من أربعة عشر الف (14000) صحابي ثم يأتي من أعمى الله بصيرته ليزعم أن أصحاب رسول الله ارتدوا عن الإسلام جميعا..!!
أما مخالفة ذلك لسيرة الإمام علي رضي الله عنه فإنه بايع أبا بكر رضي الله عنه طائعا مختارا وبقي معه طيلة مدة خلافته مستشارا ووزيرا .
ولنا أن نسأل الرافضة : أيحق لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو المؤمن القوي أن يبايع بالخلافة كافرا ؟؟!! أين الدين إذا ؟؟ إنه إن فعل ذلك – وحاشاه أن يفعل – فقد خان الأمة أعظم الخيانة . ولقائل أن يقول :إنه إنما سكت حقنا لدماء المسلمين . والجواب ظاهر بين لمن طلب الحقيقة وهو أن نقول :فلماذا لم يحقن الدماء عندما بويع لمعاوية رضي الله عنه ؟؟
ولما تولى عمر رضي الله عنه سار معه علي رضي الله عنه بنفس سيرته مع صاحبه بل زاد على ذلك أن زوجه ابنته أم كلثوم . ونعود لنسأل أيرضى علي رضي الله عنه وهو من هو في شجاعته وإيمانه أن يبايع مرة أخرى لكافر!! ويزوجه ابنته!! إن أقل الرجال قدرا لا يزوج ابنته إلا لمن يرتضيه ولو مات في سبيل ذلك. فكيف بعلي رضي الله عنه ؟
بل ثبت عنه وإن رغمت أنوف المكابرين أنه سمى أحد أبناءه أبا بكر وسمى آخر عمر، بل صح عنه فيما رواه البخاري وغيره عن محمد بن علي بن أبى طالب –ابن الحنفية- أنه قال :
( قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال :ما أنا إلا رجل من المسلمين ) ورواه أبو داود وابن أبي عاصم في السنة .
وأما الكلام على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فهو أشنع وأعظم إذ أنه تكذيب لله الذي برأها من فوق سماواته في عشر آيات من سورة النور تتلى إلى يوم القيامة ، واتهام لرسول الله و أهل بيته ومنهم علي رضي الله عنه بالدياثة عياذا بالله من ذلك إذ كيف يرضى أن يبقى مع من اقترفت الفاحشة . ولو قيل هذا الكلام أو قيل منه عن أدنى الناس أو عن أحد أقاربه لثار وقاتل دون ذلك .فكيف يؤذى رسول الله في أهل بيته بمثل هذا الكلام الساقط ؟ ولكن الروافض قوم لا يعقلون .
والصواب الذي لا مرية فيه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير القرون نحبهم في الله ونتبرأ ممن يبغضهم ونعمل فيهم بوصية رسول الله : (لا تسبوا أصحابي) وبوصية الله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )
اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . واهد اللهم قومي فإنهم لا يعلمون.
هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهذه حقائق معتقداتهم في الله وفي القرآن وجبريل والرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والخلافة الراشدة وما أجروه على دين الإسلام .
و ها أنا ذا قد كشفت المكتوم مما غبي على عشيرتي وأهل بلدتي غيرة عليهم ورأبأ بهم من اتباع الخزعبلات والخرافات التي لا يرضاها عقل فضلا عن شرع تخالف الكتاب والسنة وتصادمهما مصادمة صريحة .
وبصفتي محرر هذه الرسالة من واقع غيرتي على قومي وعلى العقيدة فإنني مستعد للمقابلة مع من يريدون منهم ؛ واطلب منهم إظهار ما عندهم من العلم فإن الله ما أنزل العلم إلا ليعلم ويعمل به وينشر في الناس لا ليحرف ويخفى ، كما أطلب الرد علي فيما كتبته عنهم إن كنت خالفت الصواب فيه ونكون جميعا طلاب حق لا أسرى تعصب وهوى قال تعالى : ( إيتوني بكتاب من قبل هذا أو أثرة من علم إن كنتم صادقين)
فإذا ثبت أني قد افتريت أو مسست كرامتهم افتراء وكذبا ؛ فإني أضع نفسي أمام العدالة المحايدة التي يقيمونها وأقبل حكمها الذي تحكم به علي مطلقا ؛ وأقترح أن تكون المناقشة ،أمام مندوب من وزارة الداخلية ( الشؤون الدينية) ، ومندوب من وزارة الشؤون الإسلامية براءة للذمة ، وأضمن لهم الموضوعية المطلقة دون اعتداء أو استعداء .
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
وقد بلغت اللهم فاشهد اللهم فاشهد اللهم فاشهد
نقلاً عن شبكة نجران
فقد كتب هذه الرسالة الغيور على دينه وقومه الفقير إلي ربه العميد متقاعد/ يحيى بن ناصر آل يحيى بن متعب اليامي عضو مجلس منطقة نجران العمر ثمان وسبعون المولود في بلدة بدر الجنوب.
وإني والله ما كتبت هذا إلا من واقع غيرتي وحرصي على أبناء قومي ولما اعلمه فيهم من الخصال الحميدة من كرم وشجاعة ونجدة وأريد أن يكملوا ذلك بأفضل الأعمال واكرم الخصال ألا وهو اتباع السنة المحمدية فإنها راس الأمر وطريق الفلاح في الدنيا والآخرة.وأقول لقومي ما قاله أنبياء الله نوح وهود وصالح ولوط عليهم السلام لأقوامهم : ( وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على الله ) وأقول لهم ما قاله هود عليه السلام ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب ) .
وقد أمضيت وقتا من حياتي أعيش في مجتمع الأسرة والعشيرة الذين هم جزء من قبيلة يام سكان نجران وضواحيه والذين هم على منهج المعتقد الإسماعيلي المعروف بالشيعة الإسماعيلية الباطنية والفاطمية مبتدءا في سياسته بالكتمان على ما يبطنون من أسرار علومه وتعاليمه فلا يطلع على شيء من مناهجه وخصائصه إلا من كان قد حاز على درجة من علومه المكتومة من شخصيات المكارمة الموثوق فيهم لحفظ أسراره ،ومحظور على غيرهم من عامة الناس ( اتباعهم) خوفا من كشف غوامضه منذ حين وفدت به طائفة المكارمه إلى نجران وقت إجلائهم من قبل حكام اليمن لأسباب اختلافات عقائدية وذلك في منتصف القرن الحادي عشر سنة 1030هـ وهذا مولد المعتقد في نجران ؛ وقد عاشوا بهذا المعتقد ردحا من الزمن في غياب ما ينافسه ، فلا عالم ولا علم ولا دولة تتولى تنظيم سير حياتهم ، ذلك الأمر الذي ساعدهم على أن يتولوا السيطرة على البلاد وأهلها في الوقت الذي كانت قبيلة يام كغيرها من القبائل في شبه الجزيرة العربية يفتقدون الثقافة وفي فقر وخوف وسلب ونهب ، ولا شك .
فبدأت الحياة من ضعف ، ومضت بهم الحالة عصورا عصيبة . حتى أن الله سبحانه وجل شأنه قد أيقظ لهذه الأمة قائد مسيرتها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود طيب
الله ثراه الذي قامت دولته الحديثة على تقوى وتوفيق من الله ، فأسس قاعدتها على أرضها المعطاة ، وجعل شعارها ورايتها الخضراء كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) شعارا يفتخر به كل مواطن مؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا .
ومن جلائل الأعمال التي قام بها كما هي أهدافه يرحمه الله مبتدءا بما هو آت :
1 - استتباب الأمن في ربوع المعمورة واستقرار العدل على منهج الشريعة الإسلامية.
2 - تأسيس المدارس ومناهج التعليم على ما جاء بالكتاب والسنة .
3 - لم شتات المجتمع بعد تفرقه وتمزقه وألف بينهم حتى أصبحوا بنعمة الله إخوانا.
4 - عمل يرحمه الله بكل بصيرة وحكمة وحنكة بتوفيق من الله فأخذ للبحث عن موارد الاقتصاد لسد حاجة البلاد من خيراتها وكنوزها دون اللجوء إلى أي مصادر أو موارد مستوردة وقد تحقق له يرحمه الله كل تلك المطالب بما يعود على إسعاد المواطن و النهوض بدولته حتى أصبح المواطن السعودي يعيش في نعيم و في أمن وأمان ورغد من العيش والرخاء نحسد عليه بين شعوب العالم .
قد تولت عناية الله ثم تولى أبناؤه مسيرة الخير والعطاء وحتى أصبحت حكومتنا مضرب مثل للعدل والمساواة فله الحمد والمنة ، قال تعالى (ولئن شكرتم لأزيدنكم ) ولهذا وكما هو مطلوب منا أن لا ننكر كل هذه العطاء من الله والأمن الموجودات لهذه الدولة وأن نكون قدوة بالإتباع والإخلاص في هذه الأعمال اقتداء بهذه (الأسرة) العريقة التي سخر الله لها ما تهدف إليه من نصرة الحق والدين على سبيل موحد .
في الوقت الذي قد انتشر العلم والمعرفة والمبادئ ظاهرة وواضحة كل الوضوح لا مكتومة ولا محجوبة عاشت على هذا الحال مائة عام احتفلت الدولة وشاركت كل الأمم والهيئات والصحف والأخبار ما توصلت إليه حياتنا من مجد ورقي ، وبعد أن تحقق لنا ما هناك من مخالفات ومنهج يخالف كل المبادئ والشرائع السماوية ، فقد استنكرنا على قومنا الذين هم في واد والعالم في واد يتبعون ويؤمنون بكل ما هو خاف ومكتوم ومحجوب عنهم إسراره وينكرون كل ما هو واضح وظاهر كل الوضوح.وحين يخاطبهم قول الحق جل شأنه في الآية 148 سورة الأنعام ( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ) وعلى ضوء ذلك فقد عملنا ما هو واجب علينا وبقدر المستطاع من رسائل في عدت نصائح أوضحت فيها ما يجب عرضه وبيانه وكانت على التوالي :
وجهتها لمشايخ الشمل كل من شرفي أبو ساق ، وحسين بن نصيب ، وحمد بن منيف ؛ طلبت منهم عقد اجتماع عندما حضروا لمقابلة الملك – حفظه الله - يشكون من صاحب مقال نشرته مجلة المنهل ذكر فيه مخالفة طائفة البهرة أهل المعتقد الإسماعيلي لقصد مقابلة من يدعي على المكارمة بالمخالفة في العقيدة وعلى أن يظهر المكارمة ما عندهم من دليل على مناهجهم ويكونون مشرفين على المقابلة مع المشايخ وفيما أنا منتظر ماذا يكون جوابهم فإذا بالإجابة تأتي بشتمي وتوعدي وخروجهم على ما هو مطلوب من الأدب والوقار وهذا أول صوت ونداء مني لهم وأول جواب منهم لي ، والمثل يقول فاقد الشيء لا يعطيه .
بعنوان : تنبيه وتوجيه
وقد أوضحت فيها شيئا من المخالفات وما هو مكتوم ، وطلبت المناقشة فيما بيني وبينهم فإذا هم لا يرغبون مقابلة الغير ، وهدفي أن نطلع بنتيجة ، فإذا هم قد ابتعدوا مني وشعرت منهم بمضايقتي هربا من طلبي .
بعنوان : أخطاء شائعة في العقيدة
وقد أوضحت شيئا من دلائل الأخطاء وسبل معالجتها، وقد كان لهذه الرسالة كبير الأثر في نفوس أهل الضمائر الحية فاستيقظوا وانظموا إلى أهل السنة والجماعة ولله الحمد والشكر والمنة .
بعنوان :علمٌ وخبرٌ
تطرقت شيئا من المؤثرات وقد حصلنا على شيء من الكتب التي دلت على منهجهم تحقق لنا لب أسرارهم وقد وجهت شيئا من الأمثلة ومنها سؤال : من هم المكارمة ؟ ولأي أصل يرجعون ؟ وما هم عليه من معتقد قبل وفود هم إلى نجران ؟
وهي لاحقة لما سبق من النصائح بعنوان : المناظرة
وهي وصيتي لإخواني وأولادي وأحفادي ، وهي هذه التي بين يدي القارئ ، خصصناها لكشف ما هو مدسوس وغامض ،معارض لمنهج الدين الإسلامي الصالح لكل زمان ومكان ، لا يقبل أيا من الإبتداع والإلتباس ، واضح كل الوضوح .
وهنا مسألة مهمة وهي استعراض جملة من كتب منهج الإسماعيلية ، وهي على التوالي- علما أنها مكتومة لا يطلع عليها أحد من اتباع المذهب إلا الخاصة. وهذا والله من عجائب المذهب حيث أن الله انزل دينا واضحا بينا للصغير وللكبير ودعا إلى التأمل والتفكر وحذر من كتمان العلم فقال تعالى إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) وقوله (وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) .
ولنبدأ بذكر الكتب و أسماء مؤلفيها على المنهج الإسماعيلي وهي على التوالي:
1 - كتاب ( سر أسرار النطقاء ) تأليف وإعداد الداعي الإسماعيلي المدعو جعفر بن منصور اليمن المتوفى سنة 380هـ المدفون باليمن
2 - كتاب ( صحيفة الأحكام الشرعية والأدعية والمناجاة ) تأليف وإعداد المرتب : المنصوب لهم في حيدر أباد ، حضرة المنصوب الحاج سيد نصر الله بن المرحوم هبة الله بن سيدي المنصوبالمقدس الحاج فتح الله] المتوفى سنة 390 هـ المدفون بسندباد .
3 - كتاب ( كنز الولد ) : تأليف وإعداد الداعي الإسماعيلي إبراهيم بن الحسين الحامدي الذي ورد اسمه في جدول الدعاة والأئمة في الصحيفة المتوفى سنة 554 هـ المدفون في صنعاء اليمن.
4 - كتاب ( تاج العقائد ومعدن الفوائد) : تأليف وإعداد الداعي الإسماعيلي علي بن الوليد الذي ورد اسمه في جدول الدعاة الأئمة في الصحيفة المتوفى سنة 613 هـ المدفون في صنعاء اليمن .
هذه الكتب الأربعة المشتملة على كل مناهج الإسماعيلية وهي مليئة بالمخالفة الصريحة لكتاب الله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة بل وحتى مخالفة للعقل الصحيح .
وندعوا قومنا للمناقشة على ضوء ما جاء فيها مسجلا من القادة والدعاة ، وليس ادعاء مدع ضدهم لندخل مع باب يوصل إلى الحقيقة كما هي ضالة المؤمن .
والســؤال الذي يطرح نفسه هنا : متى ظهرت طائفة الشيعة الإسماعيلية ؟ومتى عرفت باسم الباطنية ؟ ومن أين مكان وانطلاق نشاطها ؟ ومن هو رائد ومبتكر مناهجها ومنظم المدرسة والإدارة لها ؟!!!
والجواب هو ما سجله التاريخ في الكتب التي تلاحق حركات هذه الطائفة ، ومن كتبهم الآنفة الذكر سالفا متطابقة ومتزامنة من حيث الظهور ، وممن تربطه بهم روابط الأصل والحسب ، يلتقي مع من أسست هذه المعتقدات بأسمائهم من البيت العلوي ابتداء بالجد جعفر الصادق فالابن إسماعيل بن جعفر وإلى الولد الطفل محمد بن إسماعيل.
ومن هنا نبدأ بما جاء في كتاب ( مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية الأشرار) تأليف الإمام من أئمة زمانه المدعو/ يحيى بن حمزة العلوي المولود في مدينة صنعاء في 27 صفر سنة 669 له من المصنفات 37 كتابا و يمثل الرقم 20 الكتاب المذكور مشكاة الأنوار ويمثل الآخر رقم 37 كتاب ( الرسالة الوازعة للمعتدين على سب أصحاب سيد المرسلين ) تحقيق وتقديم الدكتور محمد السيد الجليند أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة .
ونسجل ما سجله المؤرخون في هذا الكتاب المنتشر في كل المكاتب التي تعتني بالتاريخ ومنها مجموعة مكاتب العبيكان بالرياض والموجود في المتاحف :
1- ورد في الصفحة 36 من كتاب مشكاة الأنوار مقالة نقلت عن المؤرخ محمد بن مالك اليماني في كتابة كشف أسرار الباطنية تقول المقالة إن مؤسس هذه الطائفة هو عبد الله بن ميمون القداح كان يهوديا يعتنق اليهودية ويتظاهر بالإسلام وهو من ولد الشلعلع من بلاد السلمية من بلاد الشام وهو حبر من أحبار اليهود أهل الفلفسة الذين عرفوا جميع المذاهب والعقائد .
بدأ عمله صائغا يخدم لشيعة إسماعيل بن جعفر وكان حريصا على هدم الشريعة لما ركب الله في اليهود من عداوة للإسلام فلم ير وجها يدخل به على الناس لكي يردهم عن الإسلام ألطف من دعوته إلى أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فانتسب إلى خدمة آل البيت العلوي واستطاع أن يدخل بهذه الحيل الماكرة فأسس ووضع لها منهجا خاصا في تأويل القرآن بصرفه عن ظاهره )
3- ورد في الصفحة رقم 37 المقالة الأخرى وهي الثانية من الكتاب نفسه تقول :
( وإلى وقت جعفر الصادق وابنه إسماعيل لم يكن القداح قد ظهر على المسرح الشيعي كما أن لقب
الباطنية لم يكن قد عرف) وهذا من أغرب الخيال
دور الولد
( ولما مات إسماعيل بن جعفر كان له ولد يدعى محمد بن إسماعيل بلغ من العمر خمس سنوات ، وبعد دخول القداح في الإسلام خدعة فتظاهر بالإخلاص والولاء لآل البيت العلوي ، فقد عينه جعفر الصادق وصيا على حفيده الطفل محمد بن إسماعيل ومتكلما باسمه ، ولم يلبث الأمر إلا وقد اختفى الوصي وأخفى معه الولد .
ومن المكر والدهاء بمكانين اتخذ القداح من الاختفاء وغيبة الطفل ففكر بتأسيس إدارة وتنظيم الشيعة الإسماعيلية الباطنية بصورها ومناهجها الجديدة ، وحيث أكمل وأعلن بذلك عنوانها الكامل [ الشيعة الإسماعيلية الباطنية]
3 - كما وردت المقالة الأخرى وهي الثالثة ورد في الصفحة رقم 38 عبارة تقول : ( ومن ميمون
القداح بدأ التاريخ السياسي والفكري للشيعة الباطنية التي انقسمت إلى إسماعيلية وقرامط ) .
4 - وعبارة أخرى وهي الرابعة ورد في الصفحة رقم 39 من كتاب مشكاة الأنوار عبارة تقول : (
وهكذا يصور لنا البغدادي والحمادي أصول مذهب الشيعة الإسماعيلية الباطنية أن جوهر هذا المذهب يتلخص في أن التأويل صرف القرآن عن ظاهره كان أساسا للدعوة وركيزة للمذهب ومنه ينطلق كل بدعة ابتدعوها بآية متأولة أو حديث مكذوب ) .
ومن هنا يتطرق لنا الشك إن لم يكن اليقين أن اختفاء القداح وإخفاء الولد معه يومئ إلى وضع اليقين موضع الشك ، حيث بدأ مهمته بالحيلة ، وانتهت بما يشير إلى جريمة ، ولكي يبقى السر مكتوما فقد أبطن كل أموره بما في ذلك مصير الولد اليتيم ذبيح القدر وكبش الفداء للقصة الرهيبة ولو لم تكن جريمة لم يحرص على كتمان أسرارها . وكأنه قد نجح في خطته بالاختفاء عن الأنظار ، وأخفى معه أمانته ، فحقق لأسياده اليهود مخططاتهم لتشويه معالم الإسلام .
ويأبى الله إلا أن يتم نوره ، وعندما زخرف لهم القول وبلور أفكار رعاع الناس فقال : إن الولد محمد بن إسماعيل حي ، وأنه سيظهر ويرفع الجور والظلم ، و هذه أفكار يرسمها لهم عقلهم المدبر ، مما جعلهم يعطلون كل الشرائع ، وينهجون إلى الخزعبلات حتى يظهر الولد المختبئ ، ومن هذه البلبلة فإن جانبا من الإسماعيلية يجعلونه أمام مستودع ، والجانب الآخر يجعلونه حجة فقط لمحمد بن إسماعيل وليس إماما . وسواء إن صح هذا أو ذلك فإن ظهور القداح على شكل وصي على محمد ابن إسماعيل قد أكسبه مكانة مرموقة بين الإسماعيليين ما كان له أن يحظى بها لولا انتمائه إلى خدمة البيت العلوي .
هذا فيما يتعلق بتاريخ الإسماعيلية وظهورها ومؤسس إدارتها ومكان انطلاقها . وقد تواترت المعلومات عن تقارب الإسماعيلية والقداح والربط بينهم وبين مدينة السلمية من بلاد الشام ووجود قبر إسماعيل- حسب زعمهم- بها وإقامة قبة على ذلك القبر المزعوم تشد له الرحال طوائف الإسماعيلية من كل مكان ؛ومن الآثار نجد لهم مكتبة تراث في مدينة السلمية أيضا بها مخطوطاتهم وما ينتشر من تحقيق أحد أدبائهم المدعو/ مصطفى غالب ( المكتوب اسمه على جميع كتبهم) (محققا) .
وإلى هنا فقد ذكرنا ما سجلته كتب التاريخ التي أظهرت لنا نوعا من الحقائق والبراهين التاريخية التي لاحقت معتقدات الإسماعيلية منذ بكارتها وظهور القداح .
ولكي نبدأ فيما سجلت كتب الإسماعيلية أنفسهم إعداد دعاتهم الذين بدأت مخالفاتهم بها من بعد ظهور القداح مؤكدة ومؤيدة ظهوره ومتجانسة مع كتب التاريخ ما سبق ذكره .
والشاهد ما ورد في الصفحة رقم 17 من مقدمة كتاب كنز الولد إعداد وتأليف الداعي الإسماعيلي إبراهيم بن الحسين الحامدي مقالة تقول: ( وجدنا في مخطوط إسماعيلي سوري) يشير إلى أن الداعي الكبير والعلامة النحريـر عبد الله بن ميمون القداح أصبح حجة عظيمة الشان والقدر لمولانا محمد بن إسماعيل ( الذي أخفى مصيره القداح) وهو أول من أرسل الدعاة إلى اليمن وهما منصور حوشب أبو جعفر وعلي بن الفضل ، الأول أسس المدرسة لبث دعوة الإسماعيلية والثاني أباح المحرمات وذلك في منتصف القرن الثالث في سنة 267 هـ).
فهم يعظمون ويقدسون القداح ويترضون عليه ومقابل ذلك سب وشتم أبي بكر وعمر ومن هنا ندخل في بيان ما هناك من مخالفات وشر ك وافتراءات وغلو وقلب الأمور إلى غير واقعها كما هي
مثبتة في الكتب التي بأيديهم ،ونأخذ من كل كتاب جملة كما يلي:
أولاً : كتاب (سر أسرار النطقاء) إعداد الداعي جعفر ابن منصور اليمن وهو من دعاة الإسماعيلية توفي سنة 380 هـ ودفن باليمن ، تحقيق وتقديم مصطفى غالب.
ومن خلال متابعة صفحاته كلها وجدناها مزيجا من أفكار تخالف العقل والنقل ، تهدف إلى صرف القرآن عن ظاهره إلى تأويلات تتناسب مع ما يريدون من التحريف وقلب الحقائق إلى غير واقعها .
ورد في الصفحة 27 من الكتاب ( سر أسرار النطقاء) انقلها بحرفها : " أن ولادة آدم الجسدانية كانت في دار ضده تحت جناحه في أعمال سرنديب في جزيرة يقال لها بوران بمدينة تعرف بسوباط" فهل يقبل عقل مثل هذا لكلام ؟!!
ويرد عليهم التاريخ بالأسئلة : من هو جعفر بن منصور اليمن ؟! وما هي أدواره ؟!
ومن أين اكتسب علومه ؟! ويجيب التاريخ : فجعفر بن منصور من ولد حوشب المرسل من الكوفة
ومعه علي بن الفضل ، فالأول أسس المدرسة لنشـر الدعوة الإسماعيلية في أوساط اليمن والثاني أباح
المحرمات ، وذلك بعد تكليفهم بالمهمة من قبل عبد الله بن ميمون القداح و حمدان قرمط .
وسبق أن تحدثنا عن قصة مؤسس ومنظم إدارة الشيعة الإسماعيلية الباطنية ، وتاريخ ولادتها في منتصف القرن الثالث الهجري في سنة 267 .
وما يهمنا هنا أن نذكر ولادتها ووفديتها إلى نجران ، وذلك في القرن الحادي عشر في سنة 1030هـ بزعامة أول داعي لها وهو/محمد بن فهد المكرمي ،حسبما هو ثابت في كتبهم، وهذا التاريخ هو مولد ووفدية المعتقد الإسماعيلي في نجران .
ولئلا نصرف وقتا وجهدا لمتابعة كل ما ورد في محتويات هذا الكتاب من ترهات وخرافات لا تمت للواقع بصلة أقتصر على ذلك التحريف والافتراء الذي ألصقوه بأبينا آدم والجنة والذي لا يقبله عقل فضلا عن شرع الله المطهر ، وما خفي كان أعظم .
فهل من صاحب شجاعة وتجرد ، وحب للحق ، وحرص على إظهار سبيل الرشد من سبيل الغي ؟
فليقابلنا ولو على الملأ فالباب مفتوح وعندنا كل الكتب وما حوته مما جعلنا ننشره من هذه الأباطيل حتى يطلع على ما اطلعنا عليه فيكون حاله مثل حالنا لا يقبل الجمود على باطل مجهول .
وهنا نكتة لطيفة ينبغي ذكرها فجعفر بن منصور اليمن وعلي بن الفضل وقائدهم ميمون القداح قد جاهدوا في سبيل نشر هذه النحلة الخبيثة على حين غفلة من الإسلام وأهله ، فالمنطقة ( اليمن ) في حالة شبه عزلة عن الجزيرة ؛ بسبب الحروب والسيطرة الداخلية على الدولة العباسية من قبل المنافقين وقتذاك الباطنيين والذين انخدعوا بهم من أبناء جلدتنا واندسوا فيهم وضللوا عليهم باللغة العربية التي يجيدونها ومواطنتهم لهم – كما نصر هذا الرأي ابن الأثير وصاحب مشكاة الأنوار- يحركهم بطريق غير مباشرة اليهود والنصارى المزعزعون للجزيرة خاصة والعالم الإسلامي عامة في ذلك الوقت ؛ بغية الإجهاز على الإسلام باسم الإسلام - الذي تحمله هذه الطائفة المخدوعة والتي انساقت وراء هؤلاء تحت مضلة التشيع التي خدعوهم بها - فيتم القضاء عليه من الداخل وعلى يد أتباعه في الدم واللغة .
ثانيا : كتاب الصحيفة التي هي من أهم كتبهم ، إعداد وتأليف المنصوب بن سيد فتح الله سندباد .
1- ورد في الصفحة رقم 49 من كتاب الصحيفة مقالة تقول :
" أن يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس وإنما لا يجوز صيامه ولا صلاة الجمعة إلا بعد إمام عادل تقي"
ولنا مع هذا الكلام الثابت في الصحيفة وقفتان :
الأولى : انهم اعترفوا بفضل يوم الجمعة ثم عطلوا صلاته المفروضة وعدوها يوما كبقية الأياموالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه ) رواه أحمد والحاكم؛فكيف تكون حالة من تركها طيلة حياته ؟
الثانية : انهم حكموا على أنفسهم انهم لا يوجد فيهم إمام عادل ولا تقي فلماذا يتبعون أئمتهم ودعاتهم وهم ليسوا بعدول حسب قولهم ؟!
2- ورد في الصفحة 662 من كتاب الصحيفة المذكورة في باب التوسل مقالة تقول : "يتوسلون
بحق المقري والمغويشم وشمشم وبيشا وهيشا وبريشا كبا كبا كبا ينجلي ينجلي ينجلي"
وننادي اهل الإيمان: أيجوز التوسل بغير الله؟؟!! فكيف بهذه الأسماء التي هي اقرب ما تكون لمردة الجن!!
3- وورد فيها صفحة 686 جدول يمثل أسماء دعاتهم والأئمة منذ ظهرت طائفة الإسماعيلية وعددهم
تسعة وأربعون داعية أولهم الذويب المتوفى سنة 546هـ وآخرهم علي بن حسين المكرمي المتوفى1403هـ .
ثالثاً : كتاب كنـز الولد:
1- ورد في الصفحة رقم 210 من الكتاب المذكور مقالات أسجلها وقلبي يرتجف ويدي بالقلم ترتعش لما احتوت عليه مما أدع للقاريء الحكم عليها بنفسه:
الأولى تقول : وهم يروونها عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أما الواحد والخمسون التي هي ممثول الصلوات في الليل و النهار وهو علم ما تسلمه من مراتب النطقاء الخمسة من قبله فأول من وقع في يده :
- أبي بن كعب - وهو حبر من أحبار اليهود آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وصار من كتاب الوحي ، رباه بحقيقة الوصاية التي هي حظ آدم .
- زيد بن عمر فرباه بمعاني الطهارة التي هي حظ نوح .
- عمرو بن نفيل فرباه بمعاني الصلاة التي هي حظ ابراهيم .
- زيد بن أسامة فرباه بمعاني الزكاة التي هي حظ موسى
- بحيرا الراهب فرباه بمعاني الصيام الذي هو حظ عيسى .
ثم رفعه الى حجة صاحب الوقت التي هي خديجة بنت خويلد ذلك بعد مزاوجته لها ، وقد صار ماهرا في الشرائع ورموزها المراد بها فرفعت منزلته وعلت رتبته في معاني الحج وفرائضه وسننه الذي هو حظه وقسمه من دعائم الدين ، ثم أمرها إمام الوقت بتسليم وديعته إليه من الرسالة والنبوة )
2- المقالة الثانية بنفس الكتاب ورد في الصفحة 212 مقالة تقول : " هو ابن مريم الحقيقي التي هي خديجة فهي مريم الكبرى وهي التي تولت تربيته بأمر صاحب الوقت منذ نشأ لسبع سنين"
ولننظر وينظر معنا قومنا والخلق جميعا ، ونطرح سؤالا : كيف أقدموا وتجرؤا على هذه الأقوال الخطيرة عندما قالوا في المقالة الأولى بالحرف الواحد : ثم رفعه إلى حجة صاحب الوقت التي هي خديجة بنت خويلد ذلك بعد مزاوجته لها وصار ماهرا في الشرائع ، ثم قولهم :
هو ابن مريم الحقيقي التي هي خديجة فهي مريم الكبرى وهي التي تولت تربيته بأمر صاحب الوقت منذ نشأ لسبع سنين . فبعد ما كان زوجها اصبح ابنها ..!!! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
وبالمقابل وما يبطل هذه المزاعم ولننظر كيف افتروا على خديجة ومريم عليها السلام ؟وما نسبوه لخديجة من تعليمها للرسول صلى الله عليه وسلم وهو زوجها !ومن تزوير لشخصيتها أنها مريم وانتحالهم النطقاء ! وصاحب الوقت الذي صار فوق الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر خديجة أن تسلمه الوحي والرسالة ! فصارت هي مسلمته الوحي والرسالة!.
وبطبيعة الحال فالموحي والمرسل هو صاحب الوقت فهو مكان الله، تعالى الله عما يقولون علوا عظيما ، يالها من مصائب يحق عليها الجهاد .
أين هؤلاء من القران الكريم.. !! ألم يقرءوا قوله تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمحسنين ) أو قوله تعالى: (وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) الآيات من 192-195 سورة الشعراء. فالله ذكر انه هو الذي انزل الوحي على رسوله بواسطة جبريل عليه السلام ..فأين ذكر خديجة وصاحب الوقت .. إلى آخر هذا الهراء ؟؟
ولم نزل مع ما احتوى عليه كتاب ( كنز الولد) ورد في الصفحات 217-218 مقالات ننقلها بالكلمة والحرف تقول: (وقد ظهر أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله لظهور النفس التي لا قوام للجسم إلا بها ولا يعرف إلا بها ، صح أن تلك العناية الإلهية انسلت من حد القوة إلى العقل ومن الكمون إلى الظهور ، ومن العدم إلى والوجود ، فكان للشرائع الموضوعة من عصر آدم إلى محمد مقام الحياة المحيية المميتة الحاسة الداركة الناطقة العاقلة العاملة ، حجة الله وقدرته وآياته ومعجزاته
سيف نقمته لأعدائه الكاملة لأوليائه . فبسببه دارت الأفلاك وتناظرت الأملاك وتمخضت الطبائع والأمهات أذن الله الواعية ويده المبسوطة وعينه الناظرة مولانا أمير المؤمنين وعلم الدين وقبلة الموحدين السميع العليم ولي المؤمنين المخرج لهم من الظلمات إلى النور ؛ من أقر بولايته سلم وغنم ومن أنكره غرم وحرم ) .
قال جعفر بن منصور : (ذكر في التاريخ والسير أن الله لا يقبل توبة نبي ولا اصطفاء وصي ولا إمامة ولي ولا عمل طاعة من عامل لو تقطع في العبادة واجتهد إلا بولاية علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله ، فمن أتى بغير ولاية علي أسقطت نبوته ووصايته وصالح عمله ، وأي فضل أعظم من هذا الذي ماله شريك فيه بل هو مخصوص به وحده ، فكما أن الله واحد أحد فرد صمد لاشريك معه في ملكه ولا له صاحبة ولا ولد كذلك مولانا علي عليه السلام واحد في فضله أحد فرد صمد لا شريك له فيه ليس له كفؤا أحد) .
هذه مقالات قد جمعت ما بين الغلو في علي رضي الله عنه وألصقوا فيه ما لا يرضى من القول ، وما بين الشرك حين نسبوا إلى علي شيئا من صفات الخالق جل شأنه ، وحكموا في تواريخهم وسيرتهم أن الله لا يقبل توبة نبي ولا وصاية وصي ولا عمل طاعة إلا بولاية علي .
وعندما لم يتوقفوا ولم ينته بهم ما ينهجون إليه من تحريف وافتراءات وخزعبلات فنورد مهزلة كبرى وردت في الصفحة 220 من كتاب كنز الولد ننقلها بالحرف تقول :
( قال الحكيم أينما ظهرت لك المعجزة فاسجد ، ولم يظهر من المعجزات لأحد مثلما ظهرت لنبينا محمد ووصيه علي ومعرفة الرسول له وللأئمة من ولده بأنه النهاية الثانية تستحق من الصفات المتناهية بالشرف ما تستحقه الأولى ، وأنه حجابها وبابها ولسان نطقها ) .
ووصف ذاته بقولهم : ( أنا الأول وأنا الآخر وأنا الباطن وأنا الظاهر وأنا بكل شيء عليم ، أنا الذي سمكت سماءها وبسطت أرضها وأجريت أنهارها وأنبت أشجارها) .. فماذا تركوا لله بعد هذا ؟!!
فهذه أقوالهم مسجلة في كتبهم وما يعتقدونه وما يبطنونه . ويُبطل كل ما هم عليه قول الحق سبحانه، قال تعالى : ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر …) الخ الآيات 1-3 الرعد .
وقال تعالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) (3-5 )الحديد .
فأي كذب وأي افتراء على علي رضي الله عنه أكبر وأقبح من هذا ؟ إذ ينسبون إليه أنه وصف ذاته بصفات خالق المخلوقين ورب كل شيء ، وعلي بريء ومنزه مما تجرؤا عليه بأقوال لا يرضاها ولا يصدقها عقل ، وأي شرك بعد هذا قال الله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) 48 النساء .
وقال تعالى على لسان لقمان الحكيم وهو يعظ ابنه ألا يشرك بالله تعالى: ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) 13 لقمان .
ولأننا قد اهتممنا في شرح شيء من معوقات العقيدة في هذا الوادي ومتى ولادتها ومن روادها .وقد أوضحنا ما هناك من الافتراءات على الله وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ما أنزل الله في وحيه على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى علي رضي الله عنه ولم يبق علينا سوى ما تعرضت له أركان الإسلام الخمسة وسيأتي ذكر كل حدث بها التوحيد هو الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة منطلقا من الشهادتين : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وزادوا: أشهد أن عليا ولي الله
-حدثا وبدعة إلى ما يتبع ذلك في الأذان من عبادات أخرى مخالفة وما نزل بها من كتاب .
الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام
وفيما يتعلق بالصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة والتي هي عماد الدين بعد التوحيد فهم يصلون صلاة تختلف عن صلاة المسلمين بكثير وكثير. فهم لا يحرصون على صلاة الجماعة في المساجد وإنما يصلون :كل عائلة وحدها في مساجد داخل منازلهم ، ذلك لأنهم يصلون
الظهر والعصر بأذان واحد ويصلون المغرب والعشاء بأذان واحد أيضا وبخفاء والأغلبية يصلونها أفرادا
أما صلاة الجمعة
فيؤدونها ظهرا كسائر أيام الأسبوع بدون خطبة مخالفين لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خطبتين يذكر فيها الأمة بما يصلح لهم في الدنيا والآخرة ثم يصلي ركعتين موفيا شروطها وفضيلتها على سائر أيام الأسبوع قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) (9) الجمعة .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة) حديث صحيح صححه الألباني
كما نجد في كتاب الصحيفة التي هي أهم كتب الإسماعيلية مقالة بالصفحة (49) تقول: إن يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس؛ ثم تراهم يطمسونها بقولهم: لا صلاة إلا بعد إمام عادل تقي وكأنهم يقولون لا يوجد فيهم عادل ولا تقي مما جعلهم يعطلون صلاة الجمعة حسب أفضليتها وشروطها مخالفين بذلك الكتاب والسنة .
قال صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجه الوداع : ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمه يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) رواه البخاري عن ابن عمر ورواه الإمام
أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك من جملة حديث طويل بألفاظ متعددة ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ) رواه الترمذي وصححه الألباني وقال صلى الله عليه وسلم : ( قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ) حديث صحيح صححه الألباني في السلسلة الصحيحة. ووردت بعض طرقه في البخاري وعند أهل السنن .
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يخص بهذا الأمر- اعني الأمر بإقامة الجمعة- أيا من الأمة بل شامل وجامع على مدى الحياة والعصور .
الزكاة : الركن الثالث من أركان الإسلام
فرض الله الزكاة على الأموال والثروات الثابتة والمنقولة بما في ذلك الذهب والفضة والحرث والأنعام فالذين أفاء الله عليهم من ممتلكات يؤدونها حسب مشروعيتها وكل مسلم مؤمن بحق الزكاة يكونون أمناء على إخراجها إنفاقا لمستحقيها فيما بينهم وبين ربهم ، وأما ما كان من المحاصيل والأنعام من إبل وبقر وغنم و المنتوجات الزراعية الخاضعة للخرص وتحديد ما يستحق عليها من زكوات من قبل لجنة يتم تكليفها من قبل ولي الأمر ، تقوم لجان الخرص في كل المناطق ثم تقوم ثانية للجباية حال جمعها فيصدر أمر لتأديتها لما خصصت له حسب ظروف الزمان والمكان عملا بقوله تعالى: ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ، فريضة من الله والله عليم حكيم ) (60) التوبة .
وهذا ساري المفعول عند عامة المسلمين من أهل السنة والجماعة ، ما عدا جماعة من أتباع المنهج الإسماعيلي الباطنية الذين يدفعون زكوات أموالهم مثلما يدفع أهل السنة والجماعة عموما حسبما يتم خرصه وتحديد زكاته للجباة في كل المواسم ، ثم يدفعون مثلما دفعوا للجباة مرة أخرى في الموسم نفسه إلى المكرمي ، ويقال لهم أنها تدخل بيت المال تحت تصرف المكرمي ( المعروف بالداعي ) وتأدية الزكاة في مفاهيمهم على وجهين : فالزكاة التي تدفع للدولة يعتبرونها في أسرارهم زكاة التقية، والزكاة التي تدفع للمكرمي هي الزكاة المحمدية ، وحسبما يبطنون ويسرون أن لكل شيء ظاهر وباطن حسب مناهجهم .
ولم يتوقف الأمر عند هذا ، بل تأتي زكاة الفطر في آخر شهر رمضان من كل سنة ، والتي هي الأخرى فرضها الدين الإسلامي عن كل نفس : مدا من قمح أو من شعير أو تمر أو إقط ، تعطى للمستحقين من فقراء المسلمين إلا أن الذي هو حاصل عند وكلاء المكرمي المعتمدين والمكلفين من قبله يلزمون من تجب عليه الزكاة كالفطرة ونحوها بدفع مبالغ نقدية ، يسعرون العين بسعر مرتفع وستحصلونها نقودا إجباريا ، وبهذا يعتبرون كلا من الذين يدفعون وينفذون الأمر والذين يفرضون المبالغ النقدية بدل العين مشتركين في المخالفة .
وكم وكم من مخالفات تلي المخالفات ؟؟ و إنا لله و إنا إليه راجعون ؛ وهم بهذا الفعل يجعلون المكرمي في منصب المشرع ( رب العالمين) ، فلا صلاحية للرسول صلى الله عليه وسلم في تغيير العبادات وهو رسول الله ، أما هؤلاء فمكرِميُّهم يغير ما شاء من الشريعة والعبادات كزكاة الفطر هذه وكما تقدم ذكره من صلاة الجمعة والجماعة والصيام والحج.. الخ تلك التجرءات منهم على الله تعالى .
الصيام : الركن الرابع من أركان الإسلام
وفيما يتعلق بالصيام فقد جاء في القرآن العظيم قول الحق جل شأنه : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، فمن شهد منكم الشهر فليصمه..). الآية(185) البقرة .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ) حديث صحيح صححه الألباني.
فهذا أمر من الله سبحانه وتوجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
ومع هذا نجد في كتابهم : تاج العقائد ومعدن الفوائد تأليف الداعية الخامس من دعاتهم ، ورد اسمه في دول الدعاة والأئمة بالصحيفة المدعو/ علي بن محمد الوليد ، ظهر لنا عبارة بالصفحة 50 و 95 تقول: (أن الصيام على رؤية الأهلة صيام الضرورة عندما لم يوجد إمام يقتدى به ، لأنه كان الصيام على رؤية الهلال خروج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بعض غزواته (غزوة تبوك ) كانت قريبة من شهر رمضان فجاؤا إليه فقالوا يا رسول الله نحن نصوم بصومك ونفطر بفطرك فماذا نعمل إذا غبت عنا فقال صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته أي أعلمهم أنهم إذا عدموه كان اتكالهم في الصيام على رؤية الهلال) !!!.
وهذا الأمر ثابت ومسجل في أهم كتبهم التي يعتمدون عليها وهذا مطابق لما جاء بالقرآن وما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولا يؤمنون به ؛ ومما تفرضه عليهم أحلامهم المريضة وكما هي أفكارهم يؤولون ذلك بقولهم: (أن الذين سألوه سألوه يعلم الفاضل فأجابهم بالعدم مثله )، ويحاولون بهذه الجملة التشكيك في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله ،وحجتهم أن أشهر السنة اثني عشر شهرا منها ستة أيامها ثلاثون يوما وستة أيامها تسعة وعشرون يوما وإصرارهم أن رمضان ثلاثون يوما على مدار العصور ، فلم ينظروا للهلال ، ولو ظهر لهم وشاهدوه لم يصوموا إلا حسب حسبتهم كما ذكرنا وهم بمخالفتهم هذه وغيرها كثير مما افتروا به وأنكروا رسول الوحي جبريل عليه السلام .
الركنُ الخامس من أركان الإسلام
أما مخالفتهم في الحج فإذا هم اختلفوا في صيامهم عن المسلمين ولم يتبعوا أمر ولي الأمر فإنه يختلف حجهم عادة قبل حج المسلمين بيوم أو بعدَه بيوم وهنا نطرح كما وقد طرحنا أكثر من سؤال في الرسائل السابقة ونقول لهم :
هل يعتقدون أنهم على حق وغيرهم مخالفون ؟ فينظرون للعالم كله ما هم عليه وتجري المناقشة على ما عندهم وما هم عليه جماعة الإجماع ومن هنا يظهر الحق واضحا وينقطع النـزاع ويكونون أمة واحدة على منهج واحد : أما إذا هم مصرون على عدم المناقشة ومكابرون على طلمسة العيون وصم الآذان فأمرهم إلى الله.
سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ظاهر أشتهر بين عامة الشيعة وعلمائهم ، وهذا منكر عظيم ، وبلاء جسيم ، وخذلان مبين لمن استهوته الشياطين ووقع في أعراض خير المؤمنين أصحاب رسول الله رضي الله عنهم ، أصحاب رسول الله هم خير القرون، هم جيل فريد، هم أئمة
الهدى ومصابيح الدجى، اثنى الله عليهم في القرآن وفي التوراة والإنجيل بنص كلامه سبحانه من سبهم أو تنقصهم فقد عارض كتاب الله وسنة رسوله واجماع الأمة بل وحتى هدي الإمام علي رضي الله عنه .
أما من القرآن فإن الله قد أثنى على الصحابة جملة وتفصيلا في أكثر من موضع فمنها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فئازره فاستغلظ فاستوى علىسوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) ( 29) الفتح .
وقال تعالى ( لقد تاب الله على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ..) التوبة
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم …) رواه البخاري و مسلم والنسائي وأحمد و أبو داود .
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) رواه البخاري ومسلم وأبو داود و الترمذي .
فمن طعن بعد ذلك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مكذب لله ولرسوله فكيف يرجو بعد ذلك صلاحا أو فلاحا ؟؟.
أما مخالفة ذلك للعقل فإن الله أرسل رسوله للناس كافة بشيرا ونذيرا ورأى عليه السلام أمته أعظم الأمم بل حج معه عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع أكثر من أربعة عشر الف (14000) صحابي ثم يأتي من أعمى الله بصيرته ليزعم أن أصحاب رسول الله ارتدوا عن الإسلام جميعا..!!
أما مخالفة ذلك لسيرة الإمام علي رضي الله عنه فإنه بايع أبا بكر رضي الله عنه طائعا مختارا وبقي معه طيلة مدة خلافته مستشارا ووزيرا .
ولنا أن نسأل الرافضة : أيحق لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو المؤمن القوي أن يبايع بالخلافة كافرا ؟؟!! أين الدين إذا ؟؟ إنه إن فعل ذلك – وحاشاه أن يفعل – فقد خان الأمة أعظم الخيانة . ولقائل أن يقول :إنه إنما سكت حقنا لدماء المسلمين . والجواب ظاهر بين لمن طلب الحقيقة وهو أن نقول :فلماذا لم يحقن الدماء عندما بويع لمعاوية رضي الله عنه ؟؟
ولما تولى عمر رضي الله عنه سار معه علي رضي الله عنه بنفس سيرته مع صاحبه بل زاد على ذلك أن زوجه ابنته أم كلثوم . ونعود لنسأل أيرضى علي رضي الله عنه وهو من هو في شجاعته وإيمانه أن يبايع مرة أخرى لكافر!! ويزوجه ابنته!! إن أقل الرجال قدرا لا يزوج ابنته إلا لمن يرتضيه ولو مات في سبيل ذلك. فكيف بعلي رضي الله عنه ؟
بل ثبت عنه وإن رغمت أنوف المكابرين أنه سمى أحد أبناءه أبا بكر وسمى آخر عمر، بل صح عنه فيما رواه البخاري وغيره عن محمد بن علي بن أبى طالب –ابن الحنفية- أنه قال :
( قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال :ما أنا إلا رجل من المسلمين ) ورواه أبو داود وابن أبي عاصم في السنة .
وأما الكلام على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فهو أشنع وأعظم إذ أنه تكذيب لله الذي برأها من فوق سماواته في عشر آيات من سورة النور تتلى إلى يوم القيامة ، واتهام لرسول الله و أهل بيته ومنهم علي رضي الله عنه بالدياثة عياذا بالله من ذلك إذ كيف يرضى أن يبقى مع من اقترفت الفاحشة . ولو قيل هذا الكلام أو قيل منه عن أدنى الناس أو عن أحد أقاربه لثار وقاتل دون ذلك .فكيف يؤذى رسول الله في أهل بيته بمثل هذا الكلام الساقط ؟ ولكن الروافض قوم لا يعقلون .
والصواب الذي لا مرية فيه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير القرون نحبهم في الله ونتبرأ ممن يبغضهم ونعمل فيهم بوصية رسول الله : (لا تسبوا أصحابي) وبوصية الله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )
اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . واهد اللهم قومي فإنهم لا يعلمون.
هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهذه حقائق معتقداتهم في الله وفي القرآن وجبريل والرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والخلافة الراشدة وما أجروه على دين الإسلام .
و ها أنا ذا قد كشفت المكتوم مما غبي على عشيرتي وأهل بلدتي غيرة عليهم ورأبأ بهم من اتباع الخزعبلات والخرافات التي لا يرضاها عقل فضلا عن شرع تخالف الكتاب والسنة وتصادمهما مصادمة صريحة .
وبصفتي محرر هذه الرسالة من واقع غيرتي على قومي وعلى العقيدة فإنني مستعد للمقابلة مع من يريدون منهم ؛ واطلب منهم إظهار ما عندهم من العلم فإن الله ما أنزل العلم إلا ليعلم ويعمل به وينشر في الناس لا ليحرف ويخفى ، كما أطلب الرد علي فيما كتبته عنهم إن كنت خالفت الصواب فيه ونكون جميعا طلاب حق لا أسرى تعصب وهوى قال تعالى : ( إيتوني بكتاب من قبل هذا أو أثرة من علم إن كنتم صادقين)
فإذا ثبت أني قد افتريت أو مسست كرامتهم افتراء وكذبا ؛ فإني أضع نفسي أمام العدالة المحايدة التي يقيمونها وأقبل حكمها الذي تحكم به علي مطلقا ؛ وأقترح أن تكون المناقشة ،أمام مندوب من وزارة الداخلية ( الشؤون الدينية) ، ومندوب من وزارة الشؤون الإسلامية براءة للذمة ، وأضمن لهم الموضوعية المطلقة دون اعتداء أو استعداء .
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
وقد بلغت اللهم فاشهد اللهم فاشهد اللهم فاشهد
نقلاً عن شبكة نجران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق