إضاءة على الطريق :
أهم أسباب السعادة في الدنيا ، والفوز والفلاح في الآخرة ،
الاعتصام بالله تعالى ، والاعتصام بحبله ، فلا نجاة إلا لمن تمسك به ،
قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } [1].
واعتصام الجميع بحبل الله تعالى عده علماء الإسلام من أعظم أصول الإسلام .
ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه الكريم ، ومن ذلك قوله تعالى :
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [2].
وتأكيداً لذلك الأمر العظيم ، حذرنا المولى سبحانه ،
من الوقوع فيما وقعت فيه الأمم السابقة من الاختلاف والتفرق
فقال تعالى : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [3].
والمتأمل في أحوال الأمة الإسلامية ،
يجد أنهم فرقوا دينهم وصاروا شيعاً، وجماعات ،
كل حزب بما لديهم فرحون .
وذلك مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى :
" ... وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ... " [4]
ومع وجود ذلك الاختلاف والتفرق ، الذي مزق الأمة شر ممزق ،
يبقى بعض الناس – وخصوصاً العامة ومن لم يتزود بالعلم الشرعي –
في حيرة من أمره ،
وهو يشاهد الافتراق والتطاحن الشديد بين طوائف الأمة وفرقها ،
فهذه الفرقة تفعل كذا وتقول : بأنه سنة مؤكدة ،
والفرقة الثانية تقول : بأنه بدعة منكرة ،
وفرقة تفعل كذا ، وتقول : بأنه توحيد وإيمان ،
وفرقة أخرى تقول : بأنه شرك وكفر ... وهكذا ،
ويصل الأمر أحياناً إلى التكفير والتبديع ، وسل السيوف وسفك الدماء .
فعند هذه الحالة ما المخرج من هذه الفتنة ؟
وما الحل عند هذا الاختلاف ؟
لا شك أن الله سبحانه وتعالى بلطف منه ورحمة – وهو أرحم الراحمين –
لم يتركنا هملاً ، بل رسم لنا الطريق الصحيح ، لمعرفة المصيب من المخطئ ،
وأرشدنا إلى كيفية معرفة الحق من الباطل والهدى من الضلال،
والسنة من البدعة .
فإذا وقع بين المسلمين ، في أن هذا الشيء بدعة أو غير بدعة ،
أو مكروه أو غير مكروه ، أو محرم أو غير محرم ، أو غير ذلك .
فاعلم – رعاك الله –أنه قد اتفق المسلمون من عصر الصحابة – رضي الله عنهم –
إلى عصرنا الحاضر ، أن الواجب عند الاختلاف في أي أمر من أمور الدين ،
هو الرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
كما أرشدنا إلى ذلك الله سبحانه وتعالى فقال عز من قائل
{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [5] .
ومعنى الرد إلى الله سبحانه وتعالى الرد إلى كتابه العزيز عند الاختلاف والتنازع .
ومعنى الرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،
هو الرد إليه في حياته ، والرد إلى سنته بعد مماته ،
ومن ذلك قوله تعالى :
{ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [6]
وقوله تعالى :
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [7].
فالرد عند التنازع والخلاف إلى القرآن والسنة ،
هذا مما لا خلاف فيه بين جميع المسلمين ،
وعليه فليس لأحد من البشر أن يقول: إن الحق ما قاله الشيخ الفلاني ،
أو ما قاله الداعي الفلاني ، أو سيدنا فلان ، أو مولانا فلان
أو إن الحق ما وجدت عليه آبائي وأجدادي ،
بل الواجب على كل أحد ،
أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو الحق ، وهو الأولى بالاتباع ،
ومن كان دليل الكتاب والسنة خلاف قوله أو فعله فهو المخطئ ،
والمخالف للكتاب والسنة ،
والواجب على الأفراد عدم الاقتداء بالمخطئ كائناً من كان ،
والرجوع إلى من كان الدليل معه كائناً من كان ،
لأنه الذي أصاب الحق ووافقه ،
وفي هذا الكتاب الذي بين يديك - أخي الحبيب –
قد عرضت ما في صحيفة الصلاة الإسماعيلية
على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
وما عليك إلا أن تضع ما جاء في الصحيفة وأقوال مؤلفها في كفة ،
والقرآن والسنة في الكفة الأخرى ،
ثم انظر إليهما نظرة العدل والإنصاف ، والصدق والأمانة ،
فإن كان ما في الصحيفة موافقاً للقرآن والسنة فعضَّ عليه بالنواجذ،
وإن كان مخالفاً فألقه وراء ظهرك واتبع الحق الموافق للقرآن والسنة ،
ودر معه حيث دار ، وأنت الحكم وبيدك القبول والرد ...
والله يقول :
{ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا }[8].
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم
أن يرينا وإياك - أخي الكريم - الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ،
ويرينا وإياك الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ،
إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
أهم أسباب السعادة في الدنيا ، والفوز والفلاح في الآخرة ،
الاعتصام بالله تعالى ، والاعتصام بحبله ، فلا نجاة إلا لمن تمسك به ،
قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } [1].
واعتصام الجميع بحبل الله تعالى عده علماء الإسلام من أعظم أصول الإسلام .
ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه الكريم ، ومن ذلك قوله تعالى :
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [2].
وتأكيداً لذلك الأمر العظيم ، حذرنا المولى سبحانه ،
من الوقوع فيما وقعت فيه الأمم السابقة من الاختلاف والتفرق
فقال تعالى : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [3].
والمتأمل في أحوال الأمة الإسلامية ،
يجد أنهم فرقوا دينهم وصاروا شيعاً، وجماعات ،
كل حزب بما لديهم فرحون .
وذلك مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى :
" ... وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ... " [4]
ومع وجود ذلك الاختلاف والتفرق ، الذي مزق الأمة شر ممزق ،
يبقى بعض الناس – وخصوصاً العامة ومن لم يتزود بالعلم الشرعي –
في حيرة من أمره ،
وهو يشاهد الافتراق والتطاحن الشديد بين طوائف الأمة وفرقها ،
فهذه الفرقة تفعل كذا وتقول : بأنه سنة مؤكدة ،
والفرقة الثانية تقول : بأنه بدعة منكرة ،
وفرقة تفعل كذا ، وتقول : بأنه توحيد وإيمان ،
وفرقة أخرى تقول : بأنه شرك وكفر ... وهكذا ،
ويصل الأمر أحياناً إلى التكفير والتبديع ، وسل السيوف وسفك الدماء .
فعند هذه الحالة ما المخرج من هذه الفتنة ؟
وما الحل عند هذا الاختلاف ؟
لا شك أن الله سبحانه وتعالى بلطف منه ورحمة – وهو أرحم الراحمين –
لم يتركنا هملاً ، بل رسم لنا الطريق الصحيح ، لمعرفة المصيب من المخطئ ،
وأرشدنا إلى كيفية معرفة الحق من الباطل والهدى من الضلال،
والسنة من البدعة .
فإذا وقع بين المسلمين ، في أن هذا الشيء بدعة أو غير بدعة ،
أو مكروه أو غير مكروه ، أو محرم أو غير محرم ، أو غير ذلك .
فاعلم – رعاك الله –أنه قد اتفق المسلمون من عصر الصحابة – رضي الله عنهم –
إلى عصرنا الحاضر ، أن الواجب عند الاختلاف في أي أمر من أمور الدين ،
هو الرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
كما أرشدنا إلى ذلك الله سبحانه وتعالى فقال عز من قائل
{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [5] .
ومعنى الرد إلى الله سبحانه وتعالى الرد إلى كتابه العزيز عند الاختلاف والتنازع .
ومعنى الرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،
هو الرد إليه في حياته ، والرد إلى سنته بعد مماته ،
ومن ذلك قوله تعالى :
{ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [6]
وقوله تعالى :
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [7].
فالرد عند التنازع والخلاف إلى القرآن والسنة ،
هذا مما لا خلاف فيه بين جميع المسلمين ،
وعليه فليس لأحد من البشر أن يقول: إن الحق ما قاله الشيخ الفلاني ،
أو ما قاله الداعي الفلاني ، أو سيدنا فلان ، أو مولانا فلان
أو إن الحق ما وجدت عليه آبائي وأجدادي ،
بل الواجب على كل أحد ،
أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو الحق ، وهو الأولى بالاتباع ،
ومن كان دليل الكتاب والسنة خلاف قوله أو فعله فهو المخطئ ،
والمخالف للكتاب والسنة ،
والواجب على الأفراد عدم الاقتداء بالمخطئ كائناً من كان ،
والرجوع إلى من كان الدليل معه كائناً من كان ،
لأنه الذي أصاب الحق ووافقه ،
وفي هذا الكتاب الذي بين يديك - أخي الحبيب –
قد عرضت ما في صحيفة الصلاة الإسماعيلية
على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
وما عليك إلا أن تضع ما جاء في الصحيفة وأقوال مؤلفها في كفة ،
والقرآن والسنة في الكفة الأخرى ،
ثم انظر إليهما نظرة العدل والإنصاف ، والصدق والأمانة ،
فإن كان ما في الصحيفة موافقاً للقرآن والسنة فعضَّ عليه بالنواجذ،
وإن كان مخالفاً فألقه وراء ظهرك واتبع الحق الموافق للقرآن والسنة ،
ودر معه حيث دار ، وأنت الحكم وبيدك القبول والرد ...
والله يقول :
{ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا }[8].
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم
أن يرينا وإياك - أخي الكريم - الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ،
ويرينا وإياك الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ،
إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
`````````````````````````````
[1] / [ سورة آل عمران الآية: 103 ].
[2] / [ سورة الأنعام الآية : 153 ].
[3] / [ سورة آل عمران الآية : 105 ].
[4] / سنن أبو داود السنة ( 4597 ) ، مسند أحمد بن حنبل ( 4 / 102 ) ،
سنن الدارمي السير ( 2518 ).
[5] / [ سورة النساء الآية : 59 ].
[6] / [ سورة الحشر الآية : 7 ].
[7] / [ سورة النساء الآية : 65 ].
[8] / [ سورة يونس الآية : 108 ].
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=136379
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق