النصيحة الودية
لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية
******************
فهرس
مقدمة
إضاءة على الطريق
الشرك بالله تعالى
معنى التوحيد
الظهور والتجلي
إنكار الأسماء والصفات
التوسل البدعي
العقول العشرة
تفضيل الأئمة على الأنبياء والرسل
إنكار موت الأئمة
الترحم والاستغفار للمشركين والتوسل بهم
البناء على القبور وتجصيصها
غرائب وعجائب
كلمة من القلب
******************
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [1] ،
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }[2] ،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [3] .
أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار [4] .
من المبادئ التي حث عليها الإسلام ، وأرسى قواعدها في النفوس الأخوة الإيمانية والمودة والمحبة ،
قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [5]
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" إنما المؤمنون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " [6]
ولا شك أن من لوازم الأخوة الإيمانية ، ومقتضيات الجسد الواحد ، التناصح والتواصي بالحق .
كما أكد القرآن ذلك في سورة العصر ،
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" الدين النصيحة الدين النصيحة " [7] وكررها ثلاث مرات .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه " [8]
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبايع الصحابة – رضي الله عنهم –
على النصيحة لكل مسلم .
واستشعاراً لذلك الأمر العظيم أحببت أن أقدم نصيحة ودية من أعماق قلبي
لمن انخدع من عامة الناس بالمذهب الإسماعيلي
وهم لا يعلمون حقيقته وخفاياه ، وأسراره التي يكتمها دعاته .
وحيث أنه قد أصل في نفوسهم ،
أن كل ما يُقال عن مذهبهم من قبل الآخرين ، كذب وزور وبهتان ،
رأيت أنَّ أنسب طريقة لإقناعهم عرض الكتاب العمدة في ظاهر مذهبهم ،
على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وذلك الكتاب يُسمى ( صحيفة الصلاة ) [9] ،
والمطبوع في حيدر آباد بالهند سنة 1390 هـ،
وهذا الكتاب – كغيره من كتب أهل البدع – غير مسموح بطبعه ،
أو بيعه ، أو تداوله ، إلا أنه يُهرب إليهم بطرق غامضة ،
فلا يخلو منه بيت من بيوتهم ،
ويعظمونه ، ويحافظون عليه أشد من محافظتهم على القرآن الكريم
فالقرآن في مساجدهم موضوع على كل رف ، وفي متناول الجميع ،
أما صحيفة الصلاة في محفوظة في البيوت ،
ومن شدة محافظتهم عليها يلفون عليها القماش النظيف أكثر من لَفَة ،
والبعض يخصص لها حقيبة ، ولا يُسمح لأحد من غيرهم بالاطلاع عليها ،
وقد بلغ ثمنها ستمائة ريال تقريباً مع العلم أنها مجلد واحد ،
ويتكون من 687 صفحة .
وما ذلك إلا لاعتقادهم :
أن كل الكتب قد نالها التحريف والتبديل ما عدا صحيفة الصلاة ،
فمن اعتقد بما فيها ، وصدقه وطبقه عملياً ، دخل الجنة بسلام ،
وليس في ذلك عندهم شك ولا ريب .
وبعد قراءتها قراءة متأنية عدة مرات ،
وعرض بعض ما فيها على كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
وجدت فيها أخطاءً كثيرة جداً ولعلي لا أتجاوز الحقيقة إذا قلت :
إن كل صفحة لا تخلو من خطأ أو أكثر
ووجدت فيها أيضا غرائب وعجائب لا يصدقها العقل ، ولا يستسيغها
وبعضها تقشعر منها الأبدان ،
ثم ركزت على الأهم فالأهم ، وبينتُ تلك الأخطاء بالعنوان ورقم الصفحة ،
ونقلتها بالنص ، من دون تحريف أو تبديل ، حتى لا يبقى للمشككين حجة .
والدعاوى ما لم يُقيموا عليها *** بينات أصحابها أدعياءُ
ثم بينت مخالفة تلك الأخطاء للعقيدة الصحيحة
المستمدة من القرآن الكريم ، والسنة النبوية الصحيحة ،
بأحسن الألفاظ ، وألطف العبارات ، ما استطعت إليه سبيلاً [10] .
وقد وجدت أن مؤلفها يذكر بدهاء بعض عقائدهم السرية الباطنية
بألفاظ موجزة ، وإشارات خفية ، وعبارات مبهمة ،
بحكم أنها مؤلفة - أصلاً – لطبقة من أتباعهم ،
لا ينبغي لها معرفة تلك العقائد السرية الباطنية ،
فاضطررت إلى الرجوع إلى بعض كتبهم العقدية المشهورة
التي تُدرّس في حلقاتهم ، وأماكنهم السرية ،
مثل كتاب ( كنز الولد ) للداعي إبراهيم بن الحسين الحامدي ،
وغيره من كتبهم ، لشرح أقوال الهندي في الصحيفة وبيانها .
وسميت هذا الكتيب
( النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية )،
مع العلم أني لست ممن يكتب أو ينقد هذا المذهب وهو بعيد عن المذهب وأهله ،
ولا يعرف واقعهم ، فيتهمهم بما ليس فيهم ،
فأنا من قبائلهم ، وممن عايشهم ، ويعرف واقعهم ،
وكما يقال : أهل مكة أدرى بشعابها .
وأملي ورجائي الشديدين ممن انخدع بهذا المذهب
أن يقرأ هذا الكتيب الذي هو نبضات قلبي ،
فقد سكبت فيه مشاعر الصدق والإخلاص وأن يتجرد عن الهوى ،والأحكام المسبقة ،
والتعصب الممقوت ، للرجال والأقوال والأفكار [11] ، بغير حجة ولا بينة ،
وألا يكونوا ممن وصفهم الله تعالى بقوله :
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوامَا أَنزَلَ اللّهُ
قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا
أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [12] .
تعرى من الثوبين من يلبسهما *** يلقى الردى بمذمةٍ وهوان
ثوبٍ من الجهل المركب فوقه *** ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحلَّ بالإنصافِ أفخر حلةٍ *** زينت بها الأعطاف والكتفان
وأن يكون هدفهم اتباع الحق ، الذي دلَّ عليه الكتاب والسنة
فيسيرون مع الحق حيث كان ،
فلو سألتهم : لماذا أنتم ملتزمون بهذا المذهب ؟
لقالوا : إنه الحق .
إذاً لو اتضح لكم أنه باطل ، ومخالف للقرآن والسنة ،
وأن الحق هو خلاف ما أنتم عليه ، فهل أنتم تاركوه ومتبعون للحق ؟!!
فإن قالوا : نعم
فهذا ما أرجوه والحق أحق أن يتبع كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها " [13] .
وقد بعث الأمل في نفسي أن هناك أُناساً منهم
لا يزال فيهم خير ويعظمون القرآن والسنة ،
وحري بهم اتباع الحق إذا اتضح لهم .
وقد استعنت بالله عز وجل في كتابة هذه النصيحة الودية ،
بياناً للحق وإقامة للحجة ، وبراءة للذمة عسى الله أن ينفع بها كاتبها، وقارئها
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وأسأل المولى عز وجل أن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق ، وهو خير الفاتحين ،
وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
" اللهم رب جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ،
فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ،
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ،
اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ،
إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " [14] .
وصلى الله وسلم على رسولنا وحبيبنا وقرة أعيننا
محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
`````````````````````````````
[1] / [آل عمران : 102] .
[1] / [آل عمران : 102] .
[2] / [النساء : 1] .
[3] / [الأحزاب : 70-71].
[4] / هو حديث لجابر رضي الله عنهما مرفوعاً ، رواه مسلم ( 2 / 592 ) ،
( 867 ) كتاب الجمعة : باب تخفيف الصلاة والجمعة .
[5] / [الحجرات : 10].
[6] / رواه مسلم في البر والصلة والآداب برقم ( 4685 ) ،
وفي أحمد مسند الكوفيين برقم ( 17648 ) ، ( 17654 ) .
[7] / رواه مسلم ( 55 ) ، وأبو داود ( 4944 ) ، والنسائي ( 7 / 156 ).
[8] / البخاري ( 1 / 53 ، 54 ) ومسلم ( 45 ) .
[9] / وهو من تأليف المنصوب سيد نصر الله بن هبة الله بن فتح الله الهندي .
[10] / وقد وجدت أن طبعات الصحيفة تختلف ، فيتغير رقم الصفحة أحياناً ،
إلا أن العنوان مطابق تماماً فإذا قلت مثلاً :
قال الهندي في صحيفة الصلاة قضاء الحوائج ص 272 ،
فإذا لم تجده أخي الكريم – في الصفحة المشار إليها فارجع إلى العنوان
– صلاة قضاء الحوائج – من خلال الفهرس ، ثم اقرأ حتى تجد الكلام المنقول ، وهكذا .
[11] / التقليد الأعمى عند قبائلنا : فمن سماتهم التقليد الأعمى للدعاة الذين زعموا أنهم أولياء لله فقلدوهم في أقوالهم وأفعالهم .
وقلدوا آباءهم وأجدادهم الذين ساروا على هذا المذهب .
حتى إذا اتضح الحق لأحدهم بأدلته الشرعية فإنه يصعب على نفسه ترك مذهبه ( مذهب أبيه وجده ) ويعتبرون ذلك عاراً.
[12] / [البقرة : 170]
[13] / سنن الترمذي باب العلم برقم ( 2903 ) .
[14] / هو حديث أخرجه مسلم ( 1 / 534 ) ، نص الحديث :
( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ،
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ،
اهدني لما اخْتُلِفَ فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) .
لتحميل الكتيب
http://arabsh.com/files/0d31404367f0/ط2النصيحة-الودية-لقارئ-ثح-pdf.html
لتحميل الكتيب
http://arabsh.com/files/0d31404367f0/ط2النصيحة-الودية-لقارئ-ثح-pdf.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق