"يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"

الاثنين، 31 مارس 2014

إسلامية سنية لا وهــابــيــة

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجميعين

أيها الأخوة الكرام من الحقائق الثابتة الجليلة أن الدعوة الإصلاحية التي قام بها المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونصرها الإمام المجاهد محمد بن سعود رحمه الله إنما هي امتداد للمنهج الذي كان عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة على امتداد التاريخ الإسلامي، وهو منهج الإسلام الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعين لهم من بعدهم.

فهذه الدعوة المباركة لم تكن في حقيقتها ومضامينها ومنهجها العقدي والعلمي والعملي إلا معبرة عن الإسلام نفسه.
فلما كان هذا هو حالها نقم عليها من نقم من أهل الزيغ والضلال لأنها عرت بدعهم وكشفت ضلالهم فأخذوا يكيدون للدعوة وعلمائها وينفرون الناس منها {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} وإن مما أطلقه خصوم الدعوة عليها لقب (الوهــابــيــة) فهذا اللقب أول ما انطلق انطلق من الخصوم وكانوا يطلقونه على سبيل التنفير واللمز والتعبير ويزعمون أنه مذهب مبتدع في الإسلام أو مذهب خامس دون بينة ...


ولم يكن استعمال لفظ (الوهــابــيــة) مرضياً ولا شائعاً عند أصحاب هذه الدعوة واتباعهم، ولا عند سائر السلفيين أهل السنة والجماعة، وكان كثير من المنصفين من غيرهم والمحايدين يتفادى إطلاق هذه التسمية عليهم لأنهم يعلمون أن وصفهم كان في ابتدائه وصفاً عُدوانياً، إنما يقصد به التشويه والتنفير وحجب الحقيقة عن الآخرين، والحيلولة بين هذه الدعوة المباركة وبين بقية المسلمين العوام والجهلة واتباع الفرق والطرق

* يقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى ما نصه:
وأما تسمية أهل التوحيد منهم بالوهــابــيــين فهذه التسمية في الواقع اصُطنِعت لتشويه دعوة التوحيد وإلا فإن الوهــابــيــة ليست مذهباً مستقلاً خارجاً عن مذاهب المسلمين بل إن جميع كتب هؤلاء العلماء من رسائل ومؤلفات كبيرة وصغيرة كلها تدل على أن هؤلاء القوم أخذوا منهجهم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأنهم لم يخرجوا عن ما كان عليه محققو الحنابلة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما ولكن نظراً لأن هذه الدعوة قويت بنعمة الله سبحانه وتعالى ثم بما يسر لها من ملوك آل سعود الذين قاموا بها خير قيام لما قويت هذه الدعوة دخلت السياسة فيها وصار علماء الدولة لا علماء الملة يشوهون هذه الدعوة بأنها دعوة وهــابــيــة خارجة عن ما كان عليه المسلمون من المذاهب المشهورة يقصدون بذلك تنفير الناس عنها وما مثلهم إلا كمثل قريش حين قالوا في النبي عليه الصلاة والسلام هذا ساحر كذاب وإلا فمن نظر إلي هذه الدعوة بعلم وإنصاف تبين له أنها هي حقيقة مذهب الحنابلة وغيرهم من أهل السنة والجماعة وأنها لا تعدوا ما كان عليه المسلمون من سلف هذه الأمة.اهـ
ناهيك بأن هذه التسمية قد تجاهل مطلقها من أهل الضلال بأنه تعرض لـــ اسم من أسماء الله وهو الوهاب ..


ثم لتعلم أن المقام هنا ليس مقام تفيد هذه التسمية عن الدعوة وعلمائها وأمرائها وإنما مقام التحذير منها والانجرار وراء ما يرمي إليه أهل الزيغ والضلال
من التنفير من دعاة الهدى والصلاح لنشر الحق وتعليم المسلمين أمور دينهم في البلدان الإسلامية

ومحاولة عزل هذه الدعوة وأنها ليست على مذهب أهل السنة والجماعة مع أن علمائها ودعاتها دائماً ما يصدعون بعقائدهم ويطالبون المخالفين بأن يأتوا بعقيدة واحدة خالف فيها الإمام محمد بن عبد الوهاب عقيدة أهل السنة والجماعة ولذلك قال رحمه الله تعالى في رسالته لأهل القصيم ما نصه: أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة .....[الدرر السنية في الأجوبة النجدية]

رحم الله شيخنا محمد بن عبد الوهاب وجميع علماء الدعوة ورحم الله الإمام المجاهد محمد بن سعود






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق