"يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"

الاثنين، 31 مارس 2014

إضاءة على الطريق

إضاءة على الطريق :




أهم أسباب السعادة في الدنيا ، والفوز والفلاح في الآخرة ،


الاعتصام بالله تعالى ، والاعتصام بحبله ، فلا نجاة إلا لمن تمسك به ،


قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } [1].


واعتصام الجميع بحبل الله تعالى عده علماء الإسلام من أعظم أصول الإسلام .


ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه الكريم ، ومن ذلك قوله تعالى : 


{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ


وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [2]


وتأكيداً لذلك الأمر العظيم ، حذرنا المولى سبحانه ،


من الوقوع فيما وقعت فيه الأمم السابقة من الاختلاف والتفرق




فقال تعالى : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا 



مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [3].






والمتأمل في أحوال الأمة الإسلامية ، 


يجد أنهم فرقوا دينهم وصاروا شيعاً، وجماعات ، 


كل حزب بما لديهم فرحون .


وذلك مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى :




... وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ... " [4]




ومع وجود ذلك الاختلاف والتفرق ، الذي مزق الأمة شر ممزق ،


يبقى بعض الناس – وخصوصاً العامة ومن لم يتزود بالعلم الشرعي –


في حيرة من أمره ،


وهو يشاهد الافتراق والتطاحن الشديد بين طوائف الأمة وفرقها ، 


فهذه الفرقة تفعل كذا وتقول : بأنه سنة مؤكدة ،


والفرقة الثانية تقول : بأنه بدعة منكرة ، 


وفرقة تفعل كذا ، وتقول : بأنه توحيد وإيمان ، 


وفرقة أخرى تقول : بأنه شرك وكفر ... وهكذا ،


ويصل الأمر أحياناً إلى التكفير والتبديع ، وسل السيوف وسفك الدماء .





فعند هذه الحالة ما المخرج من هذه الفتنة ؟ 


وما الحل عند هذا الاختلاف ؟




لا شك أن الله سبحانه وتعالى بلطف منه ورحمة – وهو أرحم الراحمين –


لم يتركنا هملاً ، بل رسم لنا الطريق الصحيح ، لمعرفة المصيب من المخطئ ،


وأرشدنا إلى كيفية معرفة الحق من الباطل والهدى من الضلال، 


والسنة من البدعة .




فإذا وقع بين المسلمين ، في أن هذا الشيء بدعة أو غير بدعة ، 


أو مكروه أو غير مكروه ، أو محرم أو غير محرم ، أو غير ذلك .





فاعلم – رعاك الله –أنه قد اتفق المسلمون من عصر الصحابة – رضي الله عنهم –


إلى عصرنا الحاضر ، أن الواجب عند الاختلاف في أي أمر من أمور الدين ،


هو الرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، 


كما أرشدنا إلى ذلك الله سبحانه وتعالى فقال عز من قائل


{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ


إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [5] .


ومعنى الرد إلى الله سبحانه وتعالى الرد إلى كتابه العزيز عند الاختلاف والتنازع .




ومعنى الرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،


هو الرد إليه في حياته ، والرد إلى سنته بعد مماته ،


ومن ذلك قوله تعالى : 


{ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا


وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [6]





وقوله تعالى :


{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ


ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [7].





فالرد عند التنازع والخلاف إلى القرآن والسنة ،


هذا مما لا خلاف فيه بين جميع المسلمين ، 



وعليه فليس لأحد من البشر أن يقول: إن الحق ما قاله الشيخ الفلاني ،


أو ما قاله الداعي الفلاني ، أو سيدنا فلان ، أو مولانا فلان 


أو إن الحق ما وجدت عليه آبائي وأجدادي ،



بل الواجب على كل أحد ،


أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، 


فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو الحق ، وهو الأولى بالاتباع ،


ومن كان دليل الكتاب والسنة خلاف قوله أو فعله فهو المخطئ ،


والمخالف للكتاب والسنة ، 


والواجب على الأفراد عدم الاقتداء بالمخطئ كائناً من كان ، 


والرجوع إلى من كان الدليل معه كائناً من كان ،


لأنه الذي أصاب الحق ووافقه ، 



وفي هذا الكتاب الذي بين يديك - أخي الحبيب –


قد عرضت ما في صحيفة الصلاة الإسماعيلية 


على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،


وما عليك إلا أن تضع ما جاء في الصحيفة وأقوال مؤلفها في كفة ،


والقرآن والسنة في الكفة الأخرى ،


ثم انظر إليهما نظرة العدل والإنصاف ، والصدق والأمانة ،


فإن كان ما في الصحيفة موافقاً للقرآن والسنة فعضَّ عليه بالنواجذ، 


وإن كان مخالفاً فألقه وراء ظهرك واتبع الحق الموافق للقرآن والسنة ،


ودر معه حيث دار ، وأنت الحكم وبيدك القبول والرد ...




والله يقول : 


{ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا }[8].




أسأل الله العظيم رب العرش العظيم 


أن يرينا وإياك - أخي الكريم - الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ، 


ويرينا وإياك الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، 


إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.


`````````````````````````````
[1] / [ سورة آل عمران الآية: 103 ].

[2] / [ سورة الأنعام الآية : 153 ].

[3] / [ سورة آل عمران الآية : 105 ].

[4] / سنن أبو داود السنة ( 4597 ) ، مسند أحمد بن حنبل ( 4 / 102 ) ،
سنن الدارمي السير ( 2518 ).

[5] / [ سورة النساء الآية : 59 ].

[6] / [ سورة الحشر الآية : 7 ].

[7] / [ سورة النساء الآية : 65 ].

[8] / [ سورة يونس الآية : 108 ]. 


تابع:

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=136379

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق